دور ادارة الكفاءات في تعزيز الميزة التنافسية لمؤسسات الصناعات الدوائية الجزائرية : دراسة حالة مجمع صيدال

Abstract

انعكس التطور التقني الدائم والمتسارع الذي يشهده العالم على نشاط المنظمات وأنظمة إدارتها وتسييرها، حيث أدى هذا التطور إلى نشوء فرص ومجالات جديدة للنشاط، كما برزت معه تحديات جديدة تفرض على المنظمة أن تمتلك القدرة على التأقلم والتكيف السريع، وتبني مبادئ وتوجهات الفكر الإداري الجديد القائم على الكفاءات، إذ أن نجاح معظم المنظمات في ظل ما تفرضه هذه البيئة سريعة التغير يتعلق بقدرة منظمات الأعمال على امتلاك ما أصبح يعرف بالأصول غير المادية أو الغير ملموسة، والتي أصبحت تمثل النسب الأكبر في أصول المنظمات، والمتمثلة في المعرفة المتراكمة في عقول الموارد البشرية والناتجة عن الممارسة الفعلية للعمل، والتوجيه والمساندة من القادة والمشرفين، وتبادل الأفكار والخبرات في فرق العمل، ومتابعة المنافسين، والتعرض لمطالب العملاء، وكذا نتيجة التدريب وجهود التنمية والتطوير الذي تستثمر فيه المنظمات. وتنبع أهمية هذه الدراسة في كونها أحد المواضيع ذات الاهتمام المتزايد من طرف الباحثين، نظرا للدور الريادي والمساهمة الفعالة للكفاءات في تحقيق وتعزيز الميزة التنافسية، وبذلك برز الاهتمام بتطبيق استراتيجية إدارة الكفاءات في المنظمات المعاصرة باعتبار الكفاءات أحد عناصر القوة التي لا يمكن تقليدها، وأحد مصادر التميز والتي تساهم في ضمان عمليات النمو والاستقرار من خلال حيازة ميزة تنافسية مستدامة، فأصبح اكتشاف الكفاءات يعتبر المهمة الأولى والرئيسية لإدارة المنظمات، من خلال استقطابهم واختيارهم والمحافظة عليهم عن طريق تحفيزهم وتوفير الأمن الوظيفي لهم، وكذا تنمية وتطوير مهاراتهم ومواهبهم. وتهدف هذه الدراسة إلى تعزيز دور إدارة الكفاءات في تحقيق واستدامة الميزة التنافسية، حيث طبقت هذه الدراسة على مجمع صيدال لصناعة الأدوية في الجزائر، وقد استخدمت استمارة الاستبانة كوسيلة لجمع المعلومات، وقد توصلت الدراسة إلى عدد من الاستنتاجات كان من بينها وجود علاقة وأثر بين إدارة الكفاءات والميزة التنافسية في مجمع صيدال، وقد قدم الباحث في النهاية مجموعة من التوصيات كان أبرزها الاستثمار في عملية التدريب والتطوير وتنمية المهارات للكفاءات داخل المجمع بما يحقق إحياء روح الابداع والابتكار لدى الكفاءات والذي بدوره يؤدي إلى إكساب المجمع ميزة التفوق في الجودة والتكلفة وميزة السبق وصعوبة التقليد لمنتجاته، وذلك اعتمادا على التفاعل الدائم والمستمر بين التعلم والتدريب المستمرين، لذا لابد من إدراك إدارة المجمع أن التدريب هو استثمار طويل الأمد وليس نشاط منعزل ومنفصل عن نشاط المنظمة.