الانترنت والشباب الجامعي في الجزائر : دراسة في الاستخدامات والإشباعات

Abstract

تهتم هذه الدراسة باستخدامات الشباب الجامعي الجزائري لشبكة الإنترنت انطلاقا من نظرية الاستخدامات والإشباعات، حيث يعتبر هذا الموضوع من الأهمية بمكان في وقتنا الراهن، ذلك أن الشبكة قد أصبحت جزءا من حياتنا اليومية، وتستخدم من طرف مختلف الفئات الاجتماعية، على غرار فئة الشباب بصفة عامة، والشباب الجامعي بصفة خاصة. وحاولنا من خلال الدراسة أن نتعرف على طبيعة الاستخدامات المختلفة للإنترنت من طرف الشباب الجامعي الجزائري، والكشف عن الدوافع التي تدفعه لهذه الاستخدامات، و وصف الإشباعات المتحققة من جراء ذلك. وقد اعتمدنا على منهج المسح الذي يندرج ضمن أنواع البحوث الوصفية، في حين تمثلت أدوات جمع البيانات في كل من الملاحظة واستمارة الاستبيان، أما فيما يخص أدوات التحليل الإحصائي، فقد استخدمنا كل من: التكرارات والنسب المئوية، المتوسط الحسابي، الانحراف المعياري، كاف تربيع، معامل بيرسون. وقد شملت عينة الدراسة 400 طالبا جامعيا يتوزعون بالتساوي بين كل من ولاية الجزائر العاصمة و ولاية بومرداس، بحيث راعينا شرط الإقامة الدائمة مع مزاولة الدراسة الجامعية في نفس الولاية، كما اعتمدنا على العينة الحصصية في توزيع استمارات الإستبيان على المبحوثين، وذلك من خلال مراعاة توزيع متغيرات كل من: الجنس، التخصص العلمي، والطور الدراسي في مجتمع البحث.وقد أكدت النتائج التي تم التوصل إليها على انتماء أفراد الشباب الجامعي المبحوث إلى جيل الإنترنت (Net Generation)، وإقبالهم الكبير على استخدام الشبكة، مع ارتفاع معدل الوقت الذي يخصصونه لهذا الاستخدام في اليوم. كما توصلت الدراسة إلى أن الأغلبية الساحقة من المبحوثين يستخدمون محرك البحث "غوغل" (Google) للإبحار على الشبكة، إضافة إلى امتلاك الأغلبية الساحقة منهم كذلك لبريد إلكتروني، كما تمتلك الأغلبية العظمى من أفراد العينة صفحة على شبكة التواصل الاجتماعي فايسبوك (Facebook). وأشارت الدراسة إلى أن دافع تثقيف الذات قد احتل المرتبة الأولى من حيث الدوافع النفعية لاستخدام أفراد الشباب الجامعي المبحوث للإنترنت، في حين جاء دافع التسلية والترفيه في المرتبة الأولى لديهم من حيث الدوافع الروتينية لاستخدامهم للشبكة، كما احتل إشباع انجاز البحوث والمذكرات الجامعية المرتبة الأولى من حيث الإشباعات المرتبطة بمحتويات الإنترنت لدى هؤلاء الشباب، في حين جاء إشباع ملأ أوقات الفراغ في المرتبة الأولى من حيث الإشباعات المرتبطة بوسيلة الإنترنت. ولابد من الإشارة إلى أن هناك بعض المتغيرات المستقلة (الجنس، السن، ولاية الإقامة، التخصص العلمي، الطور الدراسي)، التي تؤثر في بعض جوانب عادات وأنماط استخدام الشباب الجامعي الجزائري لشبكة الإنترنت، كما تؤثر كذلك في بعض جوانب الإشباعات المحققة من جراء ذلك الاستخدام.