الثورة الجزائرية في الأفلام الجزائرية الأجنبية المشتركة : دراسة تحليلية لعينة أفلام من 2000إلى 2014

Abstract

تمثّل المعالجة السينمائيّة المعاصرة للثورة التحريريّة في الأفلام الجزائريّة الأجنبيّة المشتركة موضوعا وإنتاجاً، توجها قديما برؤية جديدة مغايرة وأيديولوجية مختلفة لماضي مشترك طويل غذته خلافات الذّاكرة، خاصة بعد صدور قانون تمجيد الاستعمار الفرنسي سنة 2005. في هذا السياق، تم إنتاج أفلام مشتركة هامةلتمثلات ذّاكرة الثورة بمنظور في إعادة طرح "الذّاكرة المشتركة" و"الحرب الفرنسيّة" في الجزائر إبان"الثورة التحريريّة"مع موجة جديدة من مخرجيين ومنتجين فرنسيّين وجزائريّين مغتربين،من خلال أفلام "الخيانة"، "سيدي العقيد" وفيلم "خراطيش قولواز"لتكون هي عينة الدراسة، بهدف الكشف عن تمثلات قضاياهاتاريخيا وأيديولوجياً. وباعتماد التكامل المنهجيالتحليلي والتاريخي؛ تم جمع المعلومات والبيانات وتحليلها وفقاً لأدوات ومستويات تحليل الفيلم، من خلال الأسلوب السردي واللغة السنيمائية، والعناصر المعيارية للخطاب السينمائي وسياقه السياسيوالتاريخي من خلال المواقف والأفكار والتوجهات ذات المرجعية الأيديولوجية. سمح بإبراز اختلاف الطروحات والرؤى لتمثلات الثورة،لتتوصل الدراسة إلى أن معظم المخرجين حاولوا أن يُشخصوا الثورة باسترجاع ذكريات مضت بين المعايشة والتصور من خلال الاقتباس الروائي، مما فتح مجال الإبداع والخلق الواقعيّ لنوع "سينما الذّاكرة"؛ فهي تَمُدّ مَشاهداً وتَخلِق رؤى وتمثلات، تتنوع بتنوع المنطلقات الفكريّة والأيديولوجيّة، وبتعرية الحقيقة المرّة والصعبة التي لا يتجرأ الفرنسيون على ذكرها،خاصة أولئك الذين رفضوا الأسلوب وليس الفكرة.لتؤكد أنّ المسألة في الواقع لا تكمن بذات القدر في استحضار الذّاكرة، لكن في الطريقة المشوَّهة التي تم تمثيلها في رؤية الآخر سينمائياً أو روائياً، حول "الحرب ضد الإنسانيّة"، وقضايا الطفولة وأخرى لا تزال محل خلاف وصراع بين الطرفين على غرار "مصير المجندين والحركى"، وقضية "الأقدام السوداء"،وإن كانت واقعيّة،لا مناص أن تسودها الشوائب وعدم التعمق في المعالجة. فلا براءة في اختيار الصّور أو المشاهد، بدون إحداث أضرار وجروح ليس فقط للذّاكرة بل للتاريخ، حتى وإن كانت تحت الرقابة والرقابة الذّاتية في كلا البلدين، لكن يبقى إنتاجها مرتبط بقرارات حكوميّة خاضعة لرقابتها، هذا من جهة، ومن جهة أخرى ارتباطها بتظاهرات واحتفاءات الذاكرة والذكرى.