الاتصال السياسي عبر الانترنت : قياس مؤشرات أداء صفحات التواصل الاجتماعي

Abstract

تتطور أساليب الاتصال السياسي بحسب النظم السياسية والاجتماعية القائمة، ولان ثورة المعلومات التي نعيشها قد مست كافة جوانب حياتنا، فإن هذا النوع من الاتصال يعيش هو الآخر مرحلة جديدة، وهي العصر الثالث للاتصال السياسي، بحسب بلومبر وكافانا. فانتشار وسائل الإعلام وسرعة وصول المعلومة إلى الجمهور وإمكانية التفاعل معها، غير الكثير من المفاهيم التقليدية المعروفة في علوم الإعلام والاتصال والعلوم السياسية، كما خلق مفاهيم جديدة وعلى رأسها السياسة 2.0، والمشاركة السياسية الرقمية، والفضاء العمومي الرقمي.لقد لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورا كبيرا في إحداث تلك النقلة النوعية في أساليب الاتصال السياسي، وأصبحت من أبرز القنوات التي تستعملها الأحزاب السياسية في حملاتها. لكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في تلك الحملات بات يخضع لمعايير علمية تستند إلى تحليل المعطيات التي ينتجها الأفراد على تلك المواقع، وهو ما يعرف بـ"ثورة تحليل البيانات الضخمة" التي تُوجِه عملية بناء استراتيجيات الاتصال على مواقع التواصل الاجتماعي. وعن طريق استعمال بعض الأساليب المبتكرة، في عملية جمع وتحليل تلك البيانات، مثل التطبيقات والمنصات الالكترونية، فإنه بإمكاننا استعمال تلك البيانات الضخمة (Big Data) في قياس وتحليل تلك الاستراتيجيات لمعرفة نقاط الضعف والقوة الكامنة فيها، وهو الأمر الذي تم تطبيقه من خلال هذا البحث على الأحزاب السياسية الألمانية، حيث ركزنا على قياس مؤشرات الأداء الرئيسية والثانوية لصفحات تلك الأحزاب على مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك، تويتر، غوغل بلس، يوتيوب)، إذ توصلنا إلى مجموعة من النتائج من بينها عدم مراعاة الأحزاب الألمانية لمقاييس مؤشرات الأداء في عملية الاتصال القائمة على وسائل التواصل الاجتماعي ما يؤثر على نسبة التفاعل ومن ثمة على نسبة كسب الثقة والتأييد.