شبكات التواصل الاجتماعي والأزمة السياسية في الجزائر : أزمة العزوف الانتخابي نموذجا

Abstract

لقد جاءت تكنولوجيا الاتصال الحديثة بسلطة جديدة لإعلام جديد وهي تلك السلطة التي تنبأ بها الاعلامي الفرنسي أنياسيو رامونيهIgnacio Ramonet وأسماها السلطة الخامسة وهي سلطة الجماهير الحقيقية، والتي كان لها صدى بارز ظهر من خلال شبكات التواصل الاجتماعي وتفاعلاتها وتأثيراتها على أنساق الحياة المختلفة، خصوصا السياسية منها ودراستنا هذه تهدف الى كشف العلاقة بين شبكات التواصل الاجتماعي وبين موضوع العزوف الانتخابي باعتباره أزمة سياسية أثّرت على النظام وجعلته يعتمد على كافة الوسائل للقضاء عليها، وقد اعتمدنا في تحقيق هذا الهدف على أداة تحليل المحتوى كأداة رئيسية لتحليل مضامين مجموعة من الفيديوهات المحرّضة على العزوف الانتخابي والتي تمّ اختيارها بصفة قصدية، في مدة زمنية محددة، بالإضافة الى الاعتماد على الاستبانة لمعرفة اتجاهات المبحوثين حول هذا الموضوع بالذات، وشملت عينة دراستنا 300 مفردة من مجموع الأشخاص الممتنعين عن الانتخاب والمستخدمين لمواقع الشبكات الاجتماعية تم اختيارها أيضا بصفة قصدية، وتوصّلت الدراسة عند اتمامها الى جملة من النتائج المحورية والجزئية التي تفسر العلاقة بين متغيرين رئيسيين أحدهما اتصالي يرتبط بظاهرة تكنولوجية والآخر سياسي يتعلق بأزمة سياسية لها تداعياتها و نتائجها الوخيمة اذا لم يتم التعامل معها وفق استراتيجية علمية قائمة على معرفة الأسباب وتقديم الحلول، ومن بين النتائج التي تم التوصل اليها هي أنّ شبكات التواصل الاجتماعي ليست عاملا مستقلا يؤدي الى العزوف عن الانتخاب بصفة مطلقة وانما هي عبارة عن وسائل لها قدرتها على تعزيز المواقف المسبقة التي يتم اكتسابها في الواقع الحقيقي ودعمها وتقويتها، ثمّ تشكيل نوع من "التعصب الافتراضي" الذي يجعل المستخدم متمسكا بموقفه الانتخابي ومدافعا عنه في مواقع التواصل الاجتماعي عن طريق التعليقات التي تدعم وجهة نظره وتفنّد جلّ الآراء المناقضة لها.