الصحافة المكتوبة الجزائرية بين الإثارة والمسؤولية الاجتماعية : دراسة تحليلية لجرائد الخبر -الشروق اليومي- النهار الجديد في الفترة من

Abstract

تهدف هذه الدراسة إلى قياس درجة التزام الصحافة المكتوبة الجزائرية بمبادئ المسؤولية الاجتماعية في الصحافة، والتي من شأنها تنظيم العمل الإعلامي وزيادة درجات المصداقية في كل ما يقدم انطلاقا من القيم الأخلاقية، والقواعد المهنية التي تضبط السلوك المهني، وكذلك معرفة إلى أي مدى قد تلجأ هذه الصحف إلى تبنى توجهات تيار الإثارة الإعلامية الذي يعد من أهم الأساليب الإعلامية جذبا وتأثيرا في القارئ دون مراعاة القيم المهنية والقواعد الأخلاقية المنظمة للرسالة الإعلامية، مما يجعل تلك الصحف تسعى بالدرجة الأولى إلى سعة الانتشار والتوزيع لتحقيق الربح المادي على حساب الخدمة العمومية .وقد وظفت الباحثة في هذه الدراسة كلا من منهج المسح (تحليل المحتوى، تحليل الأطر الإعلامية) والمنهج المقارن،ومنهج تحليل الخطاب ( تحليل مسار البرهنة )، بهدف التعرف على سمات الخطاب الصحافي في الصحف الثلاث. كما تم استخدام أداة المقابلة مع رؤساء التحرير والمكلفين بالإخراج كأداة دعم في تفسير نتائج الدراسة.وقد توصلت الباحثة من خلال التحليل الكمي والكيفي إلى جملة من النتائج، أهمها: -تعتبر جريدة النهار الجديد أكثر الجرائد اتباعا لأسلوب الإثارة غير الهادفة، من خلال إبراز أكثر المواضيع إثارة مثل أخبار العنف والجريمة بكل أشكالها. -أولت جريدة الخبر اهتمامها الأول للمواضيع السياسية، بينما تصدرت المواضيع الاجتماعية مقدمة الترتيب في جريدة الشروق اليومي -تميزت جريدة النهار الجديد بقلة نشرها لمواد الرأي في الصفحة الأولى، بينما كانت جريدة الشروق أكثر الجرائد نشرا لمواد الرأي. -تميزت التغطية الصحفية لكل من جريدتي الخبر والشروق اليومي بتركيزهما على الأطر السياسية في معالجة القضايا المختلفة، أما التغطية الصحفية في جريدة النهار الجديد فقد ركزت على الأطر الاجتماعية للأحداث والقضايا. -تمحورت جميع الأطر السياسيةفي جريدتي الخبر والشروق حول الصراع السياسي في الجزائر، واحتجاجات الشعب على العهدة الرابعة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بينما ركزت جريدة النهار على الأطر الاجتماعية، والتي أبرزت من خلالها معاناة المواطن من الآفات الاجتماعية المختلفة. -أعطت جريدة الخبر الأولوية لحل الحوار والمشاركة والديمقراطية قصد إيجاد حلول ناجعة ودائمة لقضايا المجتمع الجزائري، وكانت الصدارة في جريدة الشروق اليومي للحلول الخاصة بكيفية القضاء على ظاهرة الفساد في الجزائر التي انتشرت في كل القطاعات على مدى العقدين الماضيين، وأولت جريدة النهار الجديد جل اهتمامها للقضاء على الفساد، خاصة في مجال قطاع الرياضة. -إنأغلب المعالجات الإعلامية في صحف عينة الدراسة تفتقر إلى التوازن والموضوعية، حيث تميزت بإبراز كل ما هو سلبي، مما جعلها تقدم صورة نمطية سوداوية قاتمة، لكل ما يجرى في الجزائر.