الطفل الجزائري ومواقع التواصل الاجتماع : دراسة في الاستخذامات والإشباعات

Abstract

تسعى الدراسةإلىاستكشاف عادات استخدام الطفل المتمدرس في الجزائر لمواقع التواصل الاجتماعي ودوافعه، وللبحث في مجالات الاستخدام والإشباعات المحققة، من أجل تحقيق الأهداف التالية: -استكشاف السياق السوسيوثقافي والتكنولوجي لاستخدام الطفل الجزائري لمواقع التواصل الاجتماعي. -الكشف عن عادات وأنماط استخدام الطفل في الجزائر لمواقع التواصل الاجتماعي. -التعرف على دوافع استخدام الطفل الجزائري لمواقع التواصل الاجتماعي. -تبيان مختلف الإشباعات المحققة لدى لطفل الجزائري، نتيجة استخدامه لمواقع التواصل الاجتماعي. ولتحقيقالأهداف المسطرة تمالاعتمـاد علىالمنهج المسحي لأنه أنسبالمناهجالعلميةوأكثرها ملاءمةللدراساتالوصفيةالتيتُعنى بجمعالحقائقواستخلاصدلالاتها؛ووظفناأداةالاستبيانلجمعالبيانات التي تتيح للباحث معرفةالوضعالحاليبظروفهواتجاهاته؛ فيمايتعلق باستخدام الأطفال لمواقع التواصل الاجتماعي، وتم تطبيق الاستبيان على عينة قصدية من الأطفال المتمدرسين في الطور المتوسط الذين تتراوح أعمارهم بين عشر وثلاثة عشرة سنة؛ الذين يستخدمون المواقع على الأقل ستة أشهر قبل تاريخ إجراء المقابلة. وبعد الانتهاء منجمع وتحليل البيانات بالاعتماد على برنامج Excelتوصل الباحث إلى أن هنالك علاقة إحصائية ذات دلالة بين الجنس، متغير المستوى التعليمي والسن في عادات وأنماط استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، كالرموز الدالة على شخصية المستخدم، وأوقات الاستخدام وكذا نوع الإشباع المحقق، واللافت للانتباه أن النظرةالتقليديةالسائدة للأسر وفي الشارع للعلاقة بين الذكور والإناث لم تتغير؛ فمعظم العائلات ترفض بشدة محادثة أو التواجد المباشر/الفيزيائي لبناتهم مع الذكور أو في بيئة ذكورية، ولا تتعامل مع هذا الأمر بنفس الحدة والنظرة فيما يخص علاقاتهم الافتراضية ومحادثاتهم؟ ولابد من إجراء دراسات للكشف عن طبيعة الاتصال الرمزي في مجتمعاتنا ودلالاته ومستوياته.كما أظهرت نتائج الدراسة أن الطفل يتمثل مواقع التواصل الاجتماعي كأدوات للاتصال والترفيه، ولم يعد ينظر إليها كأدوات للتحصيل العلمي وتوسيع المدارك العلمية والمعرفية؛ كما كان سابقا، وهذا بالتأكيد له علاقة بالتغيرات السوسيوثقافية وتأثيرها/انعكاساتها على توقعات/أفق انتظار مستخدميها، من خلال تحقيقها لمبدأ التخصص، الذي يمكن الأفراد من إشباع حاجاتهم،ويؤدي إلىتحول استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، لنشاط اجتماعي وجزءلايتجزأمنالحياة اليومية،بفعل خصائصها المميزة والفريدة؛ المشحونة بتقنياتللاستحواذ وأليات الإبهار.واللافت للنظر أيضا - ومن خلال النتائج المتحصل عليها- أن الآباء في السنوات الأخيرة لم يعد لديهم ذلك التحفظ في امتلاك أبنائهم لتكنولوجيات الاتصال؛ ذات الطابع الفردي واستخدامها وهذا في رأي الباحث راجع أيضا للتغيرات السوسيوثقافية التي مر بها المجتمع ولا يزال، أدت إلى تفضيل الأولياء توفير الوسائل والتكنولوجياتلأطفالهم من أجل تقليل تواجدهم في الشارع خاصةبالنسبة للحواضر والأحياء التيتكادتنعدمفيها وسائلالترفيهالمختلفة للأطفال والمراهقين، ومن مختلف الأنشطة والبرامجالثقافية والرياضيةوالاجتماعية،إذ أن الشارعلميعدفي السنوات الأخيرة مكاناآمنا بما يكفي؛نتيجة لانتشار الآفات الاجتماعية والجريمةوتنامي ظاهرةالاختطاف والتحرش.