الإشهار التلفزيوني والهوية الثقافية الجزائرية : دراسة تحليلية سيميولوجية لعينة من الرسائل الإشهارية المبثة عبر قنوات التلفزيون الجزائري العمومي خلال الفترة 2017 - 2018

Abstract

هدفت هذه الدراسة إلى تحليل دلالات مؤشرات الهوية الثقافية الجزائرية الموظفة في المضامين الإشهارية المبقة عبر قنوات التلفزيون الجزائري العمومي خلال الفترة 2017-2018، و لقد تم بلوغ ذلك من خلال التعرف على دلالة توظيف اللهجات الجزائرية و الدلالات التي يوحي إليها نوع اللباس الموظف، إضافة إلى إبراز دلالات العادات الطعامية الجزائرية و كشف الإيحاءات الموظفة في طريقة أداء الاحتفالات و الولائم ، و مدى الالتزام بالمؤشر الديني و استخلاص الدلالات المعبرة عن التمسك بالتاريخ و الماضي و طريقة التفكير السائدة.و لقد تمثل مجتمع بحثنا في الرسائل الاشهارية المبثة عبر قنوات التلفزيون الجزائري العمومي لسنو 2017-2018 و باعتماد العينة القصدية تم ضبط هذه الأخيرة في سبعة ومضات، كما ارتكزنا في عملية تحليلنا على أدوات بحثية محددة، و من حلال استخدام منهج التحليل السيميولوجي و اعتماد مقاربة رولان بارت تم التوصل إلى دلالات المؤشرات المدروسة في عينة البحث ، حيث تلخصت نتائج الدراسة في توظيف دلالات تتفاوت بين الأصالة و العصرنة في مجمل المؤشرات ، ولقد وظف الطابع العاصمي و اللهجة الأمازيغية اللتان حملتا دلالات التعبير عن أصالة المنطقتين و من جهة أخرى تم توظيف اللغة الفرنسية في مختلف الرسائل الألسنية و تصميم لوغو المنتجات التي حملت دلالة الانفتاح على ثقافات دخيلة ، كما تم توظيف الملابس التقليدية التي عبرت عن دلالة الأصالة بالاضافة الي ارتداء المرأة لملابس حملت دلالة الحياء و الحرمة كما كان للباس الشبابي العصري حظورا واضحا حيث حمل معه دلالة التفتح و العصرنة ، كما عبر طريقة توظيف الأكلات التقليدية عن دلالة الأصالة مع غياب تام للأطباق العصرية ،أما عن مؤشر احياء الولائم و الأفراح فقد حمل دلالات تعبر عن تقديس العلاقات الحميمية الأسرية وطاعة الوالدين و دلالات العصرنة والانفتاح التي تجلت في مظهر الاختلاط والتفاخر في حين وظف مؤشر الدين بشكل سطحي في المناسبات الدينية دون الإشارة إلى قدسيتها، أما مراعاة التاريخ والماضي الجزائري الأصيل فقد حمل دلالة الطاعة والتلاحم والقرابة، وحضور اللباس التقليدي المعبّر عن أصالة ا???تمع، ومراعاة عبادة الصيام وحضور السلطة الأبوية في الأسرة ، و الأم الجزائرية الحريصة على قيمة الكرم والإكرام و دلالة التمسّك والارتباط بالأرض المتمثلة في توظيف منطقة الصومام وربطها بالبعد الثوري التحريري، والحضور المتكرر لطبق الكسكسي المتحصل عليه من الأرض، كما حمل هذا المؤشر دلالات التفتح التي تجلت في طريقة تفكير شبابية تقوم على التكاسل والتوجس والهوس بالتكنولوجية واستخدام العادات الكلامية الشبابية واللغات الأجنبية وتجلي ظاهرة الاختلاط و التفاخر في إحياء الولائم. ومما سبق ذكره نستخلص أن مؤشرات الهوية الثقافية الجزائرية التي تم تحليلها حملت دلالات تتفاوت بين الأصالة والعصرنة.