صورة اليهود في السينما الأمريكية : تحليل سيميولوجي لفيلمي زغيم العصابة الأمريكي والحرب العالمية زاد

Abstract

تهدف هذه الدراسة إلى الكشف عن صورة اليهود في السينما الأمريكية من خلال تحليل سيميولوجي للفيلمين "الحرب العالمية زاد" و " زعيم العصابة الأمريكي"، بغية الوصول للعلاقة الموجودة بين صورة اليهود في السينما الأمريكية وحقيقة اليهود في الواقع، وذلك من خلال التطرق لنشأة هوليوود مرورا بمكانة اليهود في الولايات المتحدة الأمريكية وصولا لعلاقة السلطة الأمريكية بهوليوود، حيث انطلقنا من الإشكالية التالية : ما هي الصورة التي تحاول السينما الأمريكية تقديمها عن اليهود في خضم الأحدث السياسية والأمنية التي يشهدها العالم ؟ أسست السينما لنفسها مع مرور الزمن مكانة خاصة في المجتمع كوسيلة إعلامية ترفيهية دعائية، حيث نشاهد سنويا العديد من الأفلام التي تتضمن كما هائلا من الرسائل التي تعمل على تأييد أو تفنيد أفكار وآراء لتعبئة الرأي العام حول القضايا العالمية المشتركة، أو رسم صور تكون أحيانا إيجابية وفي بعض الأحيان مشوهة عن فرد أو جماعة أو شعب وبتالي ثقافة بأكملها، من هذا المنطلق حاولنا إبراز أهم تفاصيل الصورة التي تحاول هوليوود رسمها عن اليهود بالتنسيق مع السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية، في ظل التغيرات التي تشهدها الساحة الدولية من حيث الجانب الأمني والجغرافي. و خلصت دراستنا إلى أن هوليوود وبالتنسيق مع الحكومةالأمريكية تحاول دائما إعطاء وجه مشرِّف ومشرق لليهود حيث نجد العديد من الأفلام تروِّج لليهودي العبقري مثل فيلم (TheIndependenceDay) و اليهودي المثقف (NationalTreasure) واليهودي الصادق (AmericanGangster) وأخيرا أفلام تتحدث عن قوة الجيش اليهودي (WorldWarZ) ولا يسعنا الحديث عن الكل الأفلام التي تناولت العنصر اليهودي بصورة منمقة وفي كثير من الأحيان مبالغ فيها وبتالي مشوهة عن أصلها الحقيقي، ففي الفيلم محل الدراسة "الحرب العالمية زاد" نجد أنه أعطى صورة مشرقة لليهود على حساب صورة المسلمين الذين صوِّروا كمتوحشين مريضين يسعون لتدمير العالم.وبتالي فإن الصورة المقدمة عن اليهود من خلال الأفلام الأمريكية تحمل الكثير من المعلومات الخاطئة والتي تؤدي دورها على أكمل وجه بما يخدم مصالح الولايات الأمريكية والكيان الصهيوني في ظل الأحداث التي يشهدها العالم وبالأخص منطقة الشرق الأوسط التي تشهد اهتزازات عنيفة على المستوى الأمني، والتي تجعل الكيان الصهيوني يسعى جاهدا لكسب ود وتعاطف الرأي العام الدولي كدولة بريئة وسط محيط مشحون، وتوفر السينما الأمريكية الأداة الأمثل لنشر الأفكار التي تخدم الكيان الصهيوني وتأيد اتجاهاته.