الإتصال التنظيمي في المؤسسة الاقتصادية العائلية : دراسة وصفية تحليلية لعينة من المؤسسات الاقتصادية العائلية بولاية عين الدفلى

Abstract

تهدف هذه الدراسة إلى معالجة موضوع خصوصية الاتصال التنظيمي في المؤسسات الاقتصادية العائلية بولاية عين الدفلى من خلال أبعادها الاجتماعية، التنظيمية والشخصية، وكذا القيمية وذلك في إطار مجموعة من المؤشرات الدالة والقابلة للملاحظة والقياس ميدانياً، وعلى هذا الأساس تستمد دراستنا أهميتها من أهمية النسق الاتصالي في هذا النوع من المؤسسات والذي يتسم بنوع من الخصوصية الناتجة عن انعكاس العلاقات الشخصية والعائلية بين الفاعلين على علاقات الإنتاج في التنظيم، وهو ما يضعنا أمام إشكالية قدرة النسق الاتصالي التنظيمي في المؤسسة الاقتصادية العائلية على الحفاظ على العلاقات التعاقدية العقلانية المبررة التي تحكم علاقات الانتاج بين الفاعلين ذوي الإنتماءات العائلية والرمزية. والتي اعتمدنا في البحث فيها على المنهج الوصفي التحليلي الذي ساعدنا في إيجاد تفسيرات كمية وكيفية للموضوع محل الدراسة، إلى جانب المنهج الإثنوغرافي الذي ساعدنا على معايشة المشكلة البحثية في المؤسسات العائلية محل الدراسة، وذلك في إطار مجتمع بحث مكون من مجموع الفاعلين في خمسة مؤسسات اقتصادية عائلية متواجدة على مستوى ولاية عين الدفلى تم من خلالها إنتقاء عينة تضم 160 مفردة ممثلة لمختلف المستويات التنظيمية في المؤسسات العائلية محل الدراسة، تم توزيع استمارات الدراسة عليها، وإجراء مقابلات ميدانية معها، بالإضافة إلى ملاحظة ممارستها الاتصالية في ضوء كل من الأبعاد الاجتماعية التنظيمية والقيمية للمؤسسسات محل الدراسة، وقد خلصت الدراسة في الأخير إلى مجموعة من النتائج المتعلقة بتأثر النسق الاتصالي التنظيمي في المؤسسات العائلية محل الدراسة بكل من الأبعاد الاجتماعية التنظيمية، والقيمية وذلك على مستوى كل من مسارات الاتصال التي تتركز على المسارات النازلة في وجود السلطة، والأساليب الاتصالية المستخدمة التي تبقى محكومة بالعلاقات العائلية والرمزية القوية وبذلك تصبح الأساليب الاتصالية الشفاهية أكثر إستخداماً في إطار وجود هذه العلاقة، وأقل إستخداماً في غيابها. أما عن طبيعة المحتوى الاتصالي المتبادل بين الفاعلين، فيبقى محكوماً هو الآخر بمدى قوة العلاقة الرمزية بين الفاعلين في المؤسسات محل الدراسة وتصبح بذلك العلاقة الرمزية القوية بين الفاعلين مؤشراً على كثرة الشكاوي والطلبات، وقلة الأوامر والتعليمات، والعكس صحيح حيث أن العلاقة الرمزية الضعيفة تعبر عن كثرة الأوامر والتعليمات، وقلة الشكاوي والطلبات والإقتراحات من الفاعلين نحو رؤسائهم في العمل، ما يعني في الأخير أن الأبعاد الاجتماعية، والتنظيمية والقيمية تساهم في تحقيق خصوصية الاتصال التنظيمي على مستوى المؤسسات العائلية محل الدراسة.