الدبلوماسية العامة الأمريكية تجاه المغرب العربي : تونس-الجزائر- المغرب نموذجا

Abstract

هدفت هذه الدّراسة إلى معرفة إمكانية الدبلوماسية العامة الأمريكية من تحسين صورة الولايات المتحدة لدى المستفيدين من برامجها في المغرب العربي (تونس، الجزائر، المغرب)، خاصة وأنّ الدبلوماسية العامة تعد من الأدوات المهمّة لتنفيذ مصالح السياسة الخارجية الأمريكية، لذا تُعوِّل الولايات المتّحدة كثيراً على المستفيدين من برامج دبلوماسيتها العامة، من جهة لنقل صورة إيجابية عنها في أوساط المستفيدين منها، ومن جهة أخرى لخلق قاعدة شعبية مؤيدة لقراراتها تُسهّل عليها تمرير مصالحها في المنطقة المغاربية. وقد اِعتمدنا في دراستنا على المنهج المسحي بأسلوب وصفي تحليلي وعلى المنهج المقارن، واِسخدام الاِستمارة الإلكترونية كأداةٍ رئيسيّةٍ للدراسة، والتي وُزِّعت على المستفيدبن المغاربة من برامج الدبلوماسية العامة الأمريكية الذين يمثلون العينية القصدية للدراسة والتّي بلغت 210 مفردة، إلى جانب ذلك اِعتمدنا أيضا على أداتي المقابلة والملاحظة، وبعد تحليلنا للمعطيات الميدانيّة، توصلت دراستنا إلى نتائج أهمّها: -لم تتمكّن برامج الدبلوماسية العامة الأمريكية من تحسين صورة الولايات المتّحدة لدى المستفيدين المغاربة من برامجها، وبالتّحديد صورة سياستها الخارجية التي لا تزال سيئة، ما دامت الأخيرة على نفس مبادئها، هذا على الرغم من إقبال المستفيدين على الموارد الناعمة للولايات المتّحدة وإيمانهم بالحلم الأمريكي والقيم الديمقراطية الأمريكية، وإن كانوا يرونها لا تتجاوز الحدود الجغرافية الأمريكية. - يعي المستفيدون للأهداف الخفية للدبلوماسية العامة الأمريكية من رغبة في بسط نفوذها وخلق نخب مُوالية لها بالمنطقة المغاربيّة، الأمر الذي جعل المستفيدين يتعاملون باِزدواجية وبراغماتية مع أمريكا، أي الاِستفادة قدر الإمكان من برامجها ومساعداتها لتطوير دولهم والرفع من مستواهم المعيشي، ما يبّرر رغبتهم في تكثيف العلاقات السياسية، الثقافية والاِقتصادية مع الولايات المتحدة. من جهةٍ، بما أن مجتمعاتهم واعية ومتمسّكة بثقافتها. ومن جهة أخرى، لتفادي أيّ مشاكل مستقبلية مع أمريكا من حروب أو عقوبات اِقتصادية، لكن دون التّنازل عن الصورة السّلبية للولايات المتّحدة مادامت سياستها الخارجية لم تتراجع عن التدخل في الشّؤون الدّاخلية للدّول وعن اِنحيازها لإسرائيل.