اللغة البصرية في في الفن التشكيلي الاسلامي : دراسة تحليلية سيميائية لنماذج من فنون الزخرفة والتصوير الاسلامية

Abstract

تهدف الدراسة الموسومة ب:" اللغة البصرية في الفن التشكيلي الإسلامي، دراسة تحليلية سيميائية لنماذج من فنون الزخرفة والتصوير الإسلامية" إلى التعرف على طبيعة العلامات البصرية التي تشكل الفضاء لداخلي للوحة الفنية التشكيلية الإسلامية ومدى قدرتها على إنتاج المعنى البلاغي وذلك بالإجابة على تساؤل الإشكالية التالي: كيف تتجلى اللغة البصرية في الفن التشكيلي الإسلامي وما هي آليات إنتاجها للمعنى البلاغي؟ وقد تمّ توظيف منهج التحليل السيميائي الذي يعتبر أنسب منهج لمثل هذا النوع من الدراسات التي تستنطق العلامات البصرية وتسعى إلى تتبع سيروراتها الدلالية. ولأن الدراسة تناولت الصورة الفنية التشكيلية فقد تم تبني تكامل مقارباتي يتفق وطبيعة النسق حيث تم توظيف شبكة تحليل من اجتهاد الباحثة تعتمد المبدأ الحلقي الذي جاءت به مقاربة "سيمياء الكون" لرائد سيميائيات الثقافة "يوري لوتمان" والتي تتفق مع الرؤية الإسلامية لنظام الكون،إضافة إلى توظيف عناصر شبكة تحليل "لوران جيرفيرو" الصالحة للصورة الفنية والتي تجمع بين مجال السيميائيات والتاريخ والفن، وكذا استعمال تصنيف "مارتين جولي" للعلامات البصرية والتي تتضمن العلامات التشكيلية والعلامات الإيقونية. وبعد تحليل عينة الدراسة القصدية والتي اختيرت لتمثل لوحات تشكيلية من فترات زمنية مختلفة من تاريخ الفن الإسلامي وكذا من بقاع مختلفة من الرقعة الإسلامية، والتي بلغ عددها خمس لوحات تم التوصل إلى مجموعة من النتائج أهمها: أن مسار توالد الدلالة السيميائي لا يمكن أن يكون مكتملا لو نظرنا إليه على شكل خطي، وإنما يجب السعي إلى إحاطة العلم قدر المستطاع بكل ما يتعلق بظروف إنتاج النص المرئي المدروس حتى يمكن أن تؤوّل العلامات والعلاقات التي تجمعها بشكل صحيح. إضافة إلى أن العلامات التشكيلية هي أقدر العلامات البصرية على عكس الانتماء الثقافي الذي تنتمي إليه اللوحات، غير أن هذا لا يقلل من دور العلامات الأيقونية الذي يحمل غيابها الثقل الدلالي نفسه الذي يحمله وجودها في فضاء اللوحة.