قياس الجمهور ودوره في توجيه استراتيجيات الاتصال المؤسساتي : بحث في آليات الاستهداف الاشهاري التلفزيوني خلال السداسي الأول 2017

Abstract

إن فعالية الاتصال المؤسساتي تتوقف على مدى البقاء في الاستماع للمحيط الذي تتطور فيه المؤسسة والذي يرتبط بالجماهير المستهدفة، فالإشهار التلفزيوني كتقنية اتصالية يرتبط بمدى اعتماد استراتيجية اشهارية مدروسة تأخذ بعين الاعتبار استهداف الجمهور من خلال الإلمام بالمعرفة الكمية الدقيقة للجمهور المستهلك المتعرض للرسالة الإشهارية، وللمعرفة الكيفية المتعلقة بالسياق الاجتماعي الذي تتم فيه العملية الاتصالية الاشهارية. تهدف هذه الدراسة إلى تقييم الفعل الاتصالي الاشهاري المعتمد على التلفزيون في الجزائر (القناة التلفزيونية العمومية الثالثة A3)، واستعراض النتائج التي توصلت إليها الباحثة من خلال دراسة ميدانية تحليلية للقيم الموظفة في عينة من المضامين الاشهارية المبثة على القناة التلفزيونية الثالثة خلال سنة 2017 من جهة ومسح عينة من جمهور القناة الثالثة المتعرض للاشهارالمبث من خلالها في نفس الفترة، أبرزت جملة من الاختلالات فيما يتعلق بالتخطيط والبرمجة الاعلامية غير المتوافقة مع تعرض الجمهور للقناة، بالإضافة إلى اختلالات في اختيار المنبهات والأساليب الموظفة في المضامين الاشهارية نظرا لعدم موافقتها وتفضيلات الجمهور الجزائري، فضلا عن اختلالات قيمية في تصميم المضامين الاشهارية وعدم توافقها وتكييفها مع المؤشرات الثقافية للمجتمع الجزائري (المستلهمة من مقاربات الدراسة)، نتيجة توجه المؤسسات المعلنة محل الدراسة إلى عدم توظيف قياس ودراسات الجمهور في تصميم استراتيجياتها الاتصالية والاعتماد على مرجعية ثقافية قيمية موجهة من تأثيرات وانعكاسات العولمة الثقافية، نتاجها مخاطبة الجمهور الجزائري من خلال منظومة قيمية غير مدروسة وغير محددة المعالم لا جماعاتية ولا فردانية،وهي كلها اختلالات ناجمة عن عدم إعارة الاهتمام لاستهداف الجمهور وقياسه واستكشاف خصائصه، مما يحتم الاسراع في تفعيل آليات القياس والمتابعة من أجل ترشيد وتوجيه وعقلنة الفعل الاتصالي المؤسساتي بشكل عام والاتصال الاشهاري بشكل خاص.