الخطاب الاسلامي عبر الفضائيات العربية ودوره في تدعيم البنية القيمية الاسلامية : دراسة وصفية تحليلية لخطاب البرامج الدينية عبر الفضائيات العربية الجامعة

Abstract

تناولت الدراسة موضوع مساهمة الخطاب الإسلامي عبر البرامج الدينية المعروضة على القنوات الفضائية الجامعة ذات البرامج المتنوعة، في تدعيم البنية القيمية الإسلامية، والمقصود هنا بالتدعيم، أنه يستهدف عدة غايات في صالح البنية القيمية منها: تعزيز القيم، تثبيتها أو تكريسها، تجديدها، والوقوف في وجه التغير القيمي والتغير الاجتماعي. ولم يكن الغرض من الدراسة هو نقد هذا الخطاب وإظهار معالم التجدد والانغلاق فيه، وإنما الكشف عن مدى إقناعه والطرق التي صيغ بها، ومع ذلك هنالك نقاط ضعف لا بد من الوقوف عندها نحو رؤية مستقبلية لرسالة أكثر تأثيرا واكبر حجما لجمهور متابع. وقد اختيرت القنوات الفضائية الجامعة ( متنوعة البرامج) ليس لميزاتها النوعية وسعة وتنوع برامجها في تصوير قضايا المسلمين بأشكال مختلفة أو اختيرت لصدقها وأمانتها فيما تقدمه من مواد وبرامج، بل لإمكاناتها التقنية والمالية ولاستقطابها لجمهور كبير من المشاهدين.. والقناعة بأن التلفزيون هو الوسيلة الإعلامية الأولى حتى الآن، كونه يصل كل بيت، وحيث يمكن للمتعلم والأمي مشاهدته والتزود بمختلف العلوم والأخبار منه. بالإضافة إلى اهتمام جمهور القنوات الفضائية العربية المختلفة بعد التحول الشامل من التلفزيون المحلي إلى الإعلام الفضائي بما تقدمه هذه الفضائيات بوصفها وسائل اتصالية جماهيرية حديثة ومهمة وبإمكانها أن تعرض مواد متنوعة، كما يسمح للفضائيات بتقديم برامجها بأساليب وقوالب متعددة ، سواء كان ذلك مباشرا أو عن طريق تعريف المشاهد بأحدث الأعمال التي يتم تناولها في أشكال تتناسب مع قضايا الناس واهتماماتهم. ما يمكن استنتاجه في الأخير هو أن الاتجاه في التفكير ينتصر إلى القيم الإسلامية انطلاقا من مرجعية دينية إسلامية وينبني على محاولة توفيق وسطي بين هذه المرجعية ومرجعية القيم الإنسانية النبيلة، فهو يعتمد على آلية إيجاد شرعية قديمة لوضعية جديدة، وبالتالي إنتاج مشروع مجتمعي يطلق المجال أمام الأفراد ليستنبطوا أشكال عيش جديدة وأشكال حريات أخرى وإمكانيات أخرى في تجسيد المنزلة البشرية. وقد انطلقت من موضوعات وقضايا من المنظور الإسلامي للإنسان والكون والحياة وذلك من النصوص والمصادر الأصلية المعتبرة، فعملية إنتاج المواد الدينية تحكمها غاية معينة وتسعى لتحقيق رسالة مفيدة، لتتناول مختلف الموضوعات والقضايا في شتى مجالات الحياة الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية و الثقافية و العلمية.. وتتناول كل ما يتعلق بالإنسان من قيم وأحكام، هذا فضلا عن الجوانب الاعتقادية والتعبدية ومختلف ألوان المعاملات داخل المجتمع، وذلك له أهمية بالغة في تقويم السلوكيات وتنمية القيم الأخلاقية، كما أنها سعت لنقل الرسالة الدينية الإسلامية، سواء كانت هذه الرسالة دينية بحتة أم كانت رسالة عامة تعالج أحدث القضايا المعاصرة انطلاقًا من خاصية الشمول التي يتميز بها ديننا الإسلامي. وبالتالي يمكن القول أنها تنتج فعلا خطابا إسلاميا يساهم في تدعيم البنية القيمية الإسلامية .