صورة المسلم في الصحافة الغربية : دراسة تحليلية سيميولوجية على صحيفتي USA touday، LE monde

Abstract

تساهم وسائل الاعلام بشكل واضح في صناعة الصور الذهنية عن كافة ما يحيط بنا, ما يجعلها قادرة على التعامل مع الأشخاص و المجموعات و حتى الأفكار بأسلوب توجيهي يبحث عن الوسم و التعيين وفق منطلقات ايديولوجية أو مصلحية أو غيرها من المحركات الضامنة لتحفيز الشعور بوجود الآخر و بضرورة التقابل معه ثقافيا و حضاريا و فكريا. من هذا المنطلق التقعيدي يتجلى دور وسائل الاعلام الغربية بشكل عام في التصوير و التنميط و القولبة وفق أشكال و مقاربات مختلفة قادرة في اجتماعها على إحداث أضرار بالغة على المصور إن كان فكرة, عرقا, جماعة أو دينا. يرمي هذا البحث إلى الكشف عن الطريقة التي قدمت بها صحيفة LeMondeالفرنسية و UsaToday الأمريكية عبر مختلف الأشكال الصحفية صورة المسلم وذلك عن طريق تحليل مضمون الموضوعات التي تم تناولها خلال فترة الدراسة وحسب عينتها, ثم الاستعانة بتحليل الصور الثابتة والملحقة بالموضوعات المتطرقة للمسلم عبر مختلف تجلياتها المباشرة أو الضمنية. وفي هذا الإطار فقد تم اعتماد المنهج الوصفي باستخدام أسلوب تحليل المضمون قصد التعرف بشكل تحليلي على الصورة التي تعرض لها الصحافة الفرنسية والأمريكية للمسلم عبر عينة الدراسة والوقوف وفق منهج التحليل السيميولوجي على الدلالات والرموز التي تنطوي عليها تلكم التغطية . وأشارت نتائج الدراسة إلى أن التغطية المتعلقة بالأوضاع الأمنية في بلدان الشرق الأوسط وبؤر التوتر جاءت في الدرجة الأولى لاهتمام الصحافة الغربية عينة الدراسة وقد قدمت نتائج تحليل التغطية الصحفية أثناء فترة الدراسة ما نسبته 24.3 % من مجموع تغطية الصحف الغربية عينة الدراسة للمسلم وقد كشفت نتائج تحليل اتجاه الصحافة الغربية عينة الدراسة نحو المسلم بأن الإتجاه السلبي لها جاء بما نسبته 57.5 % فيما تعلق بالمسلم وقضاياه, كما ظهر كذلك أن نوع الكاريكاتير لم توله الصحافة الغربية عينة الدراسة أهمية بارزة ما جعل استخدامه عند التغطية الإعلامية للمسلم يتسم بالضعف مقارنة بالأنواع الإبداعية التصويرية الأخرى. أما سيميولوجيا, فقد تم التركيز في الصور محل التحليل في الصحف الغربية على إبراز القيم غير المشتركة بين المسلم و الغربي بشكل عام, كما جاء المسلم عبر الصور المدرجة ضمن تغطية الصحافة الغربية عينة الدراسة له باعتباره متسما في الغالب بصفات التخلف و البداوة و الجهل و العنف, و بكونه ضعيفا و غير قادر فكريا و عمليا على مواجهة النوازل الحاصلة داخل المجتمعات التي ينتمي اليها. كما تم عرض المسلم في الصور محل التحليل باعتباره في أحايين كثيرة ضدا ثقافيا مقابلا للحضارة الغربية, تقف عقبات كأداء كثيرة أمام فرص تحقق الحوار و التعايش السلمي معه.