مبدأ السلم والمصالحة الوطنية في سياسة الجزائر الإقليمية

Abstract

تتناول هذه الأطروحة دراسة معمقة لمكانة مبدأ السلم والمصالحة الوطنية في السياسة الخارجية الجزائرية، خاصة في تعاطيها مع الأزمة الليبية. تنطلق الدراسة من الإشكالية المركزية التي تساءلت عن مدى تأثير تجربة المصالحة الوطنية الجزائرية في تشكيل مقاربة دبلوماسية تجاه محيطها الإقليمي، وتحديدا في ليبيا التي عرفت اضطرابات حادة منذ عام 2011.في الفصل الأول، تمت معالجة الإطار المفاهيمي للمصالحة الوطنية، بتحديد جذورها الفكرية والسياسية، وارتباطها بمفاهيم السلم، الأمن، العدالة الانتقالية، والحوار الوطني. أما الفصل الثاني، فخصص لدراسة تجربة المصالحة الوطنية في الجزائر، من حيث الإطار النظري والتطبيقي، مع التركيز على أبعادها السياسية والأمنية والاجتماعية، وإبراز دورها في تحقيق الأمن والاستقرار الداخلي، مما جعل منها مرجعية دبلوماسية في تعاطي الجزائر مع النزاعات الإقليميةالفصل الثالث خصص لتحليل الأزمة الليبية، قراءة في الأسباب البنيوية والتاريخية والسياسية التي أدت إلى اندلاعها، مع إبراز تداعياتها على المستوى الداخلي والإقليمي، وتأثيرها المباشر على أمن واستقرار الجزائر. أما الفصل الرابع، فتناول المعالم القيمية والسياسية لمبدأ السلم والمصالحة، ومدى تجلي هذه المبادئ في السياسة الخارجية الجزائرية تجاه ليبيا، عبر مبادرات الوساطة، الحوار الشامل، ورفض التدخلات الخارجية. خلصت الأطروحة إلى أن الجزائر، استناداً إلى تجربتها الخاصة، تبنت مقاربة ناعمة قائمة على الحوار والمصالحة، كأداة لتحقيق الأمن الإقليمي، وكمسار بديل عن التدخل العسكري أو الاصطفافات الدولية، ما يعكس خصوصية الدبلوماسية الجزائرية في بيئة إقليمية معقدة. .