التهديدات اللاتماثلية ومنطق الإقليمي في منطقة شمال إفريقيا

Abstract

ملخص تعاني دول شمال إفريقيا من تحديات أمنية متشابكة، تتمثل في انتشار تهديدات عابرة للحدود طبيعتها الأساسية تراوحت بين المد والانحسار، والتي تصاعدت بشكل ملحوظ بعد ما عُرف بـ"الربيع العربي"، نتيجة لضعف أداء الدولة الرقابي ووجود حدود مائعة ووعرة في نفس الوقت، مما يجعلها بيئة خصبة لانتشار التهديدات اللاتماثلية، خاصة في دول مثل مصر وليبيا. هذه التهديدات تفرض على دول المنطقة ضرورة التعاون لمواجهتها وحماية المصالح المشتركة؛ وتهدف هذه الدراسة إلى استكشاف سبل إرساء مركب أمني إقليمي في شمال إفريقيا لتحقيق الاستقرار وخلق توازن بين البيئات الأمنية المختلفة؛ وذلك بالنظر إلى أن دول المنطقة تشترك في أبعاد تاريخية وحضارية وثقافية متجانسة، بالإضافة إلى الإرث الاستعماري المشترك، وتمتلك كل منها موارد اقتصادية مهمة. هذه العوامل يجب أن تكون دافعاً نحو الاندماج الإقليمي، حيث أن الدول الواقعة في إقليم جغرافي معين تشارك اهتمامات ومشاكل متشابهة، مما يجعلها أكثر قدرة على فهم طبيعة هذه المشاكل وتجسيد فكرة "السلام عبر الأجزاء"، التي تعتمد على تحقيق الاستقرار من خلال التعاون الإقليمي. في ظل التوازنات الإستراتيجية والسياسية الآنية دراستنا تنطلق من إشكالية أساسية تتمثل في: هل يمكن بناء إطار تعاوني أمني/إقليمي فعّال لمواجهة التهديدات اللاتماثلية المشتركة ولتعزيز الاستقرار والأمن في منطقة شمال إفريقيا؟. توصلنا إلى نتيجة أخيرة مفادها أنه من أكثر المجمعات الأمنية تأثيرا وتأثرا والأقرب جغرافيا لإقليم شمال إفريقيا هو المركب الفرعي للساحل الإفريقي لذا خلصنا إلى أنّ تجسير العلاقة؛ ما بين المركبين الأمنيين المغاربي والساحلي يؤدي إلى اختصار الجهود مع ضرورة توحيد الرؤية الذي بدوره يؤدي إلى مجابهة التهديدات اللاتماثلية.