أثر ممارسة العلاقات العامة على فاعلية و كفاءة الإدارة العمومية الجزائرية

Abstract

أضحى التحوّل نحو ممارسة العلاقات العامة الرقمية في العصر الحالي ضرورة حتمية لأي إدارة عامة تستهدف الإستقرار والثبات ، وذلك باعتبارها أداة لبناء وإدارة السمعة الإلكترونية ، وتختلف هذه الممارسة بإختلاف النموذج الإتصالي الذّي تتبناه الإدارة العامة فتزداد فعالية هذه الأخيرة كلّما إتجهت نحو النماذج ثنائية الإتجاه وتحديدًا النموذج المتماثل ، فبينما تركّز النماذج التقليدية (الوكيل الصحفي ، الإعلام) على الإتصال أحادي الإتجاه الذّي لا يأخذ بعين الإعتبار إستجابة الجمهور وآرائه حول السياسات والبرامج الحكومية ، نجد أنّ النماذج الحديثة (النموذج ثنائي الإتجاه المتماثل وغير المتماثل) تركّز على التفاعل المستمر مع هذه الجماهير بغرض جمع آرائها ومقترحاتها وملاحظاتها ، وعليه تهدف هذه الدراسة إلى إبراز واقع العلاقات العامة الرقمية بالإدارة العامة الجزائرية وذلك من خلال رصد مختلف الأدوات الرقمية الحديثة التّي تبنتها في سياستها الإتصالية وتحديد آلية توظيفها إن كانت في إتجاه واحد أو في الإتجاهين وهذا بغرض الكشف عن النموذج الإتصالي الذّي تتبناه في ممارستها للعلاقات العامة الرقمية وكذا قياس مدى تأثير هذه الممارسة على فاعليتها وكفائتها، ثمّ العمل على تحديد أبرز التحديات التّي تواجهها ، ولقد أظهرت النتائج أنّ الإدارة العامة الجزائرية تتبنى نموذج الإعلام ، حيث تستعين ببعض الوسائل الرقمية الحديثة بغرض تقديم معلومات صحيحة عن سياستها وأنشطتها في إتجاه واحد للجمهور دون الإستغلال الأمثل لخصائصها التفاعلية ، وعلى الرغم من محدودية هذه الوسائل وكذا الممارسات التّي تمت من خلالها إلاّ أنّ النتائج أثبتت أنّ لها تأثير على فاعلية وكفاءة الإدارة الجزائرية، هذا وقد أظهرت النتائج أيضًا أنّ العلاقات العامة الرقمية لا تُستغل كأداة للتوجّه من نموذج الإدارة العامة الجديدة (NPM) إلى نموذج الخدمة العامة الجديدة (NPS) حيث أنّ هذا الإنتقال يتطلب من الإدارة العامة الجزائرية ممارسة أكثر النماذج تطورًا وفعالية وهو النموذج ثنائي الإتجاه المتماثل ، أمّا أبرز التحديات التّي تواجهها في هذا المجال فترتبط بشكل أساسي بفلسفة الإدارة العليا وتوجهاتها وإذا كانت هذه الأخيرة تدعم الإنفتاح على الجمهور وتقر بضرورة التفاعل معه بشكل مستمر من خلال إتصال متماثل ثنائي الإتجاه يضمن التغذية العكسية أو أنّ هذه الأفكار لا تندرج ضمن إهتماماتها .