إشكالية بناء الدولة الوطنية في العالم العربي :دراسة حالة اليمن

Abstract

الملخص: تهدف هذه الدراسة الموسومة بـــــــ: بناء الدولة الوطنية في الوطن العربي: دراسة حالة اليمن إلى البحث في موضــوع بناء الدولة في الوطن العربي مع التركيز على حالة اليمن التي لاتزال التي تبحث عن نموذج الدولة المناســـب الذي يحقق الاســـتقرار الســـياســـي والنمو الاقتصادي من خلال بناء الهياكل و المؤســـســـات الســـــياســـــية للدولة وتحقيق الديمقراطية واليمن والعدل بين المواطنين، انطلاقا من إشـــــكالية مفادها: كيف تتمظهر تحديات بناء الدولة في اليمن؟ إن محاولة الإجابة على هذه الإشـــــكالية استندت إلى مجموعة من الافتراضات، ولفحصــها ومعرفة مدى صدقتيها، تطلبت الدراســة بناء هيكليا من ثالث فصــول تناولت مختلف المحاور السياسية. على هذا الأساس تهدف الدراسة إلى تحليل الأسباب التي أدت إلى تعثر مسار بناء الدولة اليمنية منذ قيام الوحدة في ماي 1990م، والتي يمكن حصـــــــرها في الإتحاد العشــــــــوائي لدولتين كان لكل منهما توجهها الإيدلوجي ونظامها الاقتصادي من جهة، وضعف المؤسسات وشخصنة السلطة والمركزية الشديدة وغياب الديمقراطية، وتراجع مؤشرات التنمية واسـتفحال الفسـاد من جهة أخرى. لذا كانت انعكاسـات تلك التراكمات الســـــــياســـــــية والاجتماعية عديدة وكبيرة تمثلت في قيام ثورة فبراير 2011م أدخلت اليمن بعدها إلى حالة فوضـى سـياسـية وأمنية واقتصادية، وعلى الرغم من الجهود السـياسـية المتمثلة في المبادرة الخليجية واليات تنفيذها لتســــــيير المرحلة الانتقالية، منيت تلك المحاولات بالفشــــــل أدخلت الدولة في صـــــراع مســـــلح بين الأطراف داخلية تغذيه جهات خارجية، وهي نتيجة طبيعية لعجز النخب السـياسـية اليمنية في تجسـيد إرادة الشـــــعب في تحقيق التغيير الديمقراطي وفشــــــلها في تســــــيير المرحلة الانتقالية، ومع تزايد حدة التدخلات الإقليمية ساهمت في تعميق الانقسام المجتمعي، ولان الواقع اليمني بمكوناته الحداثية لم يترسخ بعد، حيث فواعل البنى التقليدية لا تزال حاضـرة بقوة في الدولة والمجتمع أصـبحت الوحدة الجغرافية التي عرفها اليمن بين شطريه الشمالي والجنوبي مهددت بالانقسام. وفي ظل عدم القدرة إلى الوصول لتوافقات بشأن العملية السياسية غياب مكون سياسي توافقي، هذا فضلا عن هشاشة الدولة اليمنية حسب مؤشرات الدولة الفاشلة، يجعل حل الأزمة أكثر تعقيدا وتحقيق الاستقرار الدائم بعيد المنال