آفاق التعاون عبر الحدودي الجزائري - التونسي وانعكاساته على مسار التكامل الاقتصادي الإقليمي : فضاء تبسة + 4 نموذجا

Abstract

أظهرت الدراسة أن واقع التعاون الجزائري التونسي رغم ما يشهده من مستويات عالية من التفاهم والتنسيق خاصة على الصعيدين السياسي والأمني، يعاني من تدني مستوى حجم المبادلات الاقتصادية وغياب مشاريع قادرة على تعزيز التعاون بين البلدين، حيث أنه رغم توفر كل العوامل المحفزة على الارتقاء بالتعاون الثنائي بين الجزائر وتونس وصولا الى تحقيق تكامل حقيقي بينهما؛ يبقى الفارق بين الواقع والمأمول شاسعا. و في اطار اهتمام الدراسة بجعل الجوار الجغرافي بين الجزائر و تونس عامل قوة لكلا البلدين، تم الانطلاق من التركيز على دور المتغير الحدودي في رفع مستويات التعاون الجزائري التونسي من خلال التأسيس لتعاون عبر حدودي بين ولاية تبسة الجزائرية وما يجاورها من ولايات تونسية، حيث يكون هذا الفضاء أرضية تمكن من رفع مؤشرات التنمية وأفق التعاون الثنائي وبناء تكامل اقتصادي اقليمي بالمنطقة ؛ و قد خلصت الدراسة الى التوصل لكون التعاون عبر الحدودي بين ولاية تبسة الجزائرية وما يجاورها من ولايات الجمهورية التونسية يسهم في رفع مستوى التعاون بين البلدين ودفع مسار التكامل الاقتصادي الإقليمي من خلال الرغبة في تعظيم المنافع التي تترتب عن هذا التعاون.ويتجلى إسهام آلية التعاون عبر الحدودي في دفع مسارات التكامل الاقتصادي الإقليمي من خلال أنه يمكن من تحقيق الاعتماد المتبادل والتكامل بين الأقاليم الحدودية.كما تتحدد أهمية التعاون الجزائري التونسي عبر الحدود في كونها تساعد على تأسيس تكامل اقتصادي إقليمي بالمنطقة.ويعتبر ''فضاء تبسة +4'' مؤهلا لاحتضان تجربة تعاون عبر حدودي ناجحة نظرا للمؤهلات والخصوصيات التي يتميز بها هذا الإقليم، حيث تم استنتاج ما يلي: غياب تصور يكفل ترقية العلاقات الاقتصادية والمبادلات التجارية بين الجزائر وتونس رغم ما يمتلكه البلدان من مؤهلات وما يتوفر من محفزات، مع فشل تجربة التكامل المغاربي يمكن أن يكون دافعا للمضي نحو تجربة تكاملية مشتركة بين الجزائر وتونس خاصة وأن مستوى التفاهم والتنسيق السياسيين يسمح بالتأسيس لأرضية في هذا الشأن، بالإضافة الى نجاح آلية التعاون عبر الحدودي في الرفع من أداء الأقاليم الحدودية من جهة وتحفيز مسار التكامل الاقتصادي الإقليمي بأروبا من جهة أخرى، يمثل أحد أفضل الخيارات المتاحة أمام كل من الجزائر وتونس في ظل ما تعانيه أقاليمهما الحدودية من تحديات، وكذا غياب أطر تسمح بتعزيز التكامل بين البلدين. يمثل الفضاء الذي يشتمل على ولاية تبسة الجزائرية وولايات الكاف، القصرين، قفصة وتوزر التونسية، اقليما ملائما لاحتضان تجربة تعاون عبر حدودي، كما أنه من الجدير بالذكر أن بناء تجربة تعاون عبر حدودي ناجحة بين الجزائر وتونس من خلال الفضاء المشمول بالدراسة أو غيره من الفضاءات الأخرى يستوجب: تكثيف البرامج التنموية والتركيز من خلالها على المشروعات التي تتعلق بتعزيز البنية التحتية وتثبيت الساكنة، وتكييف التشريعات والقوانين في كلا البلدين بما يسمح للجماعات المحلية بالمضي قدما في شراكة عبر حدودية بعيدا عن القيود المركزية، مع ضرورة مرافقة الجماعات المحلية في إطار التعاون عبر الحدودي وبالأخص في المراحل الأولى، وتكثيف الندوات والمؤتمرات والزيارات المتبادلة بما يسمح بتوضيح الرؤى بين الفاعلين المحليين ويدفع لتبنيهم الخطط والبرامج الملائمة، بالإضافة الى اشراك المؤسسات البحثية والفعاليات العلمية في هذا المسار التعاوني، وهو ما ينعكس دون شك بالإيجاب على بناء تجربة تعاونية ناجحة بالمنطقة. The study showed that the reality of Algerian-Tunisian cooperation, despite the high levels of understanding and coordination, especially at the security and political levels, It suffers from low levels of economic exchanges and the absence of projects capable of enhancing cooperation between the two countries,Despite all the conditions that seek the advancement of the two countries, the difference between the contemplative and the truth remains vast. Because this study aims to make geographical proximity a source of strength, the border variable was launched as the basis for raising the value of economic exchange between Algeria and Tunisia.This is done across the borders of the Algerian province of Tebessa and the rest of the Tunisian border states, so that this space will be a ground for raising development indicators and the horizon of bilateral cooperation, as well as building regional economic integration in the region. The space, which includes the Algerian wilaya of Tebessa and the Tunisian wilayas of Kef, Kasserine, Gafsa and Tozeur, represents a very suitable region for the creation of regional border cooperation, through which it intensifies all development programs aimed at strengthening infrastructure and stabilizing the population in both neighboring countries.