مستقبل الإستثمار السياحي في الجزائر في ظل التغيرات الإقتصادية الراهنة

Abstract

أصبح القطاع السياحي يشكل موردا أساسيا تعتمد عليه الدول في تنمية اقتصاداتها، فهو قطاع له أهميته الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية والسياسية، وعلى هذا الأساس سعت العديد من الدول إلى النهوض بالقطاع السياحي وجعلت منه إحدى الخيارات الإستراتيجية للمساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية. والجزائر كغيرها من الدول تزخر برصيد كبير من مقومات الجذب السياحي المتنوعة، من تنوع في المناخ، صحراء واسعة صنفت من أحسن صحاري العالم، شريط ساحلي يمتد على مسافة 1600 كم، إضافة إلى تعدد التقاليد وتنوع التراث التاريخي والحضاري.كل هذا قد يؤهلها لاحتلال مكانة مناسبة في السوق العالمية. غير أن الأرقام المتعلقة بمؤشرات السياحة في الجزائر تشير إلى عكس ذلك، حيث احتلت المرتبة 85 عالميا والمرتبة 11عربيا سنة 2019، وهذا بسبب ما يعانيه هذا القطاع من العديد من المشاكل. ولعل من بين أكبر المشاكل التي تعاني منها الجزائر في هذا الصدد هي كيف يمكن الاستثمار في مقومات الجذب السياحي التي تزخر بها واستقطاب المستثمرين المحتملين، ومن ثم وجب على الدولة الاهتمام بالاستثمار في هذا القطاع بإبراز نقاط القوة وإصلاح وتقويم نقاط الضعف وإيجاد الآليات التي تساهم في ترقيته وتأهيله، إذا ما أرادت تنمية اقتصادها والرفع من مواردها المالية خارج قطاع المحروقات. وقد استعنا في معالجتنا لهذا الموضوع بالتجربة التركية في مجال السياحة من خلال الوقوف على أسباب نجاح تنافسينها بالرجوع إلى المؤشرات الأساسية التي اعتمدت عليها حتى أصبحت من أحسن الوجهات السياحية عالميا، وذلك بغية الإفادة منها.