أثر البحث و التطوير على جودة الإبداع بالمؤسسة : دراسة حالة مجمع صيدال

Abstract

إن الشركات التي تحقق إبداعات باهرة ونجاحات مذهلة وغالبا ما تتفوق على المنافسين إنما تستمد قوتها من اعتمادها على إدارة البحث والتطوير الذي يعتبر المصدر الرئيسي للإبداع، فمن خلاله تستطيع المؤسسةمتابعة التغيرات المستمرة التي تحدث في رغباتالزبائن، كما يعطي فرصة للشركة لصقل مهارتها وتعزيز فعاليتها، وتصميم نماذج عمل جديدة من أجل مسايرة التغيرات ومواجهة التحديات؛ يلعب الإبداع دورا مهمّا في الابتكارات التكنولوجية والتعليم والأعمال التجارية والعلوم وميادين أخرى كثيرة، فهو يسمح للأفراد ليكونوا أحراراً ومنتجين لا مستهلكين وتابعين لغيرهم، إذ يرسخ ثقافة النضج الفكري لدى الأفراد وتوجيه تفكيرهم وسلوكهم نحو أخذ المبادرات وإنتاج الأفكار الجديدة التي تسمح بالانتقال من التغييرات البسيطة إلى القفزات الكبيرة، وذلك عن طريق القيام بأنشطة جديدة وإنتاج وتسويق مخرجات ذات منفعة. ويكون ذلك عن طريق تسخير المعارف بالتفكير الحر والانتقادي والبحث المتجدد، والقيام بالتطوير المستمر للمنتجات من أجل مصلحة المستهلكين. عندئذ ينتشر حب البحث العلمي والتطوير التكنولوجي والتفكير الإيجابي، ويتقلص فكر الخمول والروتين. وقد اكتسبت الشركات والأشخاص شهرتهم نتيجة إبداعاتهم؛ تعتبر الصناعة الصيدلانية جزء هام من النظام الصحي في جميع أنحاء العالم، ويعتبر البحث والتطوير المحرك الرئيسي لهذه الصناعة، كما تتطلب هذه الصناعة استثمارات ضخمة بسبب ارتفاع تكاليف البحث والتطوير. وفي الجزائر يعتبر مجمع صيدال نموذج للصناعية الصيدلانية، ويعد مركز البحث والتطوير التابع له المغذي الرئيسي لنشاطه الإبداعي والتطويري إذ يشرف على كل ما هو بحث علمي خاص بالأدوية وتطويرها، وبصفة عامة لا تزال المشاريع الاستثمارية في مجال الصناعات الصيدلانية في الجزائر تعرف تأخرا كبيرا مقارنة بالحجم الكبير لمتطلبات السوق الوطنية للأدوية، فجملة العراقيل البيروقراطية وغياب إرادة فعلية من أجل تطوير هذا المجال، جعل الصناعة الدوائية المحلية خارج الترتيب الإفريقي والعربي.