تأثير منحى التغيرات على الميل للإنخراط النقابي لدى الاساتدة الجامعين

Abstract

إن معالجتنا في هذا الموضوع للإشكالية المتعلقة بتأثير منحى التغيرات على ميل الأساتذة الجامعيين الجزائريين المترجم فعلا للانخراط في " النقابة الوطنية للأساتذة الجامعيين"، يرجع أساسا إلى ذلك الجدل القائم حول أهمية النقابات العمالية والأدوار المنوطة بها في ظل المجتمعات والاقتصاديات المعاصرة، و للنقاش الدائر حول طبيعة الأزمة النقابية العالمية و التي انعكست على شكل تراجع ملموس لنسب الانخراط في النقابات، في ظل التحولات الاقتصادية، الاجتماعية، السياسية، الثقافية و التكنولوجية التي يعرفها العالم و الناجمة عن العولمة، و أيضا الى ذلك القصور و الاختلالات الداخلية الملاحظة على مستوى النقابات بحد ذاتها، و التي لم يكن "الاتحاد العام للعمال الجزائريين" بعيدا عنها. و بعد أن قمنا بالتأصيل للجانب النظري للدراسة، قمنا بعكسها في دراسة ميدانية قائمة على تحليل سلسلة زمنية لتوضيح تطور نسب الانخراط في النقابة المذكورة أعلاه، منذ السنة الجامعية 2008-2009 حتى السنة الجامعية 2015-2016، و تحليل أيضا استبيان وزع على عينة عشوائية مكونة من 400 أستاذا خلال السنة الجامعية 2015-2016، و بعد جمعها و فرزها تم تحصيل 356 استبيانة صالحة للدراسة لاستكشاف طبيعة عوامل المفسرة للانخراط، الانسحاب و العزوف النقابي للأساتذة، و قد أجريت هذه الدراسة الميدانية بقسميها على أساتذة جامعات ولاية قسنطينة، والتي تشتمل على أربع مؤسسات متمثلة في جامعة قسنطينة1، جامعة قسنطينة2، جامعة قسنطينة3 و جامعة الأمير عبد القادر. و بعد تحليل ما تم جمعه من معلومات و باستخدام الأدوات الاحصائية المناسبة، تم التوصل الى جملة من النتائج تتمحور أساسا حول مدى تأثير جنس الأساتذة، رتبهم العلمية و هشاشة العمل في الجامعات محل الدراسة على نسب الانخراط النقابي في النقابة المذكورة أعلاه و كما تم استكشاف الجانب السلوكي النفسي للأساتذة اتجاه نقابتهم، و تقديم اقتراحات مرتبطة أساسا بالاستراتيجيات النقابية للارتقاء بأداء "النقابة الوطنية للأساتذة الجامعيين" في ظل التحديات التي يعرفها الأستاذ الجامعي و الجامعة الجزائرية في اطار المجتمع الجزائري المعولم أكثر فأكثر.