وسائل الاعلام وتنمية السياحة البيئية في الجزائر

Abstract

تتميز الجزائر كدولة سياحية بمقومات وإمكانيات السياحة البيئية نظرا للتركيبة الجغرافية التي تطبعها فهي تقع في الضفة الجنوبية الغربية لحوض المتوسط تحتل مركزا محوريا في المغرب العربي وإفريقيا والبحر الأبيض المتوسط ، بفضل طابعها الجغرافي والاقتصادي ومميزاتها الاجتماعية والثقافية، وسمات مورفولوجي الخاصة ووضع طبيعتها الأصلية ومواردها المتعددة ونظرا لهذا الموقع جعلت الطبيعة من الجزائر ملتقى للتيارات الحضارية القوية والمتنوعة والتي شكلت تاريخ مجموعة من أشهر المجموعات في العالم. إن الجزائر زاخرة بثرواتها ومناظرها المتنوعة ، فنجد فيها الجبال الشاهقة والهضاب العليا الفسيحة والسهول والصحاري والسواحل البحرية الممتدة على طول 1200 كلم على ضفاف البحر الأبيض المتوسط ، كما أن الجزائر تتربع على مساحة تقدر ب 2381741 كلم منها مليونان تحتلها الصحراء هذا الامتداد الذي يتشكل منه جزء صحراوي هام يترامى حتى شبه الجزيرة العربية ، إن هذه المساحة التي تتراوح في المسافات من الشمال إلى الجنوب ، ومن الشرق إلى الغرب بين 1500 و2000 كلم ، تجعل من الجزائر أوسع بلد إفريقي عربي بعد تقسيم السودان ، ويحد الجزائر من الشرق تونس والجماهيرية الليبية ومن الغرب المغرب الأقصى ومن الجنوب مالي والنيجر ، كما أنها تتميز بثلاث مناخات وهم المناخ المتوسطي والشبه القاري والمناخ الصحراوي ان هذا التنوع الهائل في الموارد الطبيعية يجعلنا نستشف أن الجزائر تعتمد بشكل كبير على السياحة البيئية وهذا ما يؤكده الاهتمام الحكومي في الآونة الأخير من خلال الاستثمار ومحاولة تطوير وتسويقه وترويجه بالطريقة الصحيحة سواء للسائح في الداخل أو الخارج ، وقد أوضح " عمر بهلول " في تصريح لجريدة الجزائر نيوز وهو رئيس جمعية الاقتصاديين الجزائريين إن السياحة البيئية ستكون لها انعكاسات ايجابية على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحضارية ، مثلما يمكنها التموقع كآلة تسويقية تحسيسية لها تأثيرها على سلوك مواطنيه في التعاطي مع البيئة. وتبقى السياحة البيئية بعيدة عن المستوى المطلوب في ظل غياب آليات تسويقية وترويجية ضخمة تتناسب مع الإمكانيات الضخمة وهنا لا يمكننا ان نستثني الدور المحوري والفعال الذي يتوجب أن تديره وسائل الإعلام المختلفة وخاصة ونحن نعيش اليوم طفرة في تطور وسائل الاتصال والمعلومات ، فلا يمكننا أبدا الابتعاد عن استخدام التقنيات الحديثة وما أنتجته من وسائط متعددة تتيح للمنتج والزبون أن يكونوا في إطار واحد وعلى اتصال مستمر متى اتيحت الفرصة أو ألحت الضرورة . لا يمكننا بأي حال إن نتوقع سياحة بيئية ناجحة ومثمرة وتقدم الإضافة للاقتصاد الوطني إذا لم يكن هناك إعلام قوي ومحترف ومهتم بنقل الصورة المثالية للسياحة البيئية وأهم معالمها وكذلك توفير التغطية اللازمة للبنى التحتية من مرافق رياضية وفنادق ومساحات استجمام ومحميات طبيعية وخدمات متنوعة ، أن تأثير وسائل الإعلام في ذهنية المتلقي تتجاوز بكثير ما نستوعبه فهي تسعى إلى تغيير سلوكياته واتجاهاتها المتنوعة الفكرية والاجتماعية خاصة الاستهلاكية من خلال تقنيات متعددة أهم الصورة والصوت التي نجدها في التلفزيون وفي شبكة الانترنت ومن خلالهما نستطيع أن نؤثر في ميولات السائح وجذبه إلى السياحة البيئية في الجزائر . كما أننا نستطيع من خلال شبكة الانترنت من توفير جميع المعلومات والبيانات التي قد يحتاجها السائح داخليا أو خارجيا في التقصي عن المنطقة التي هو بصدد زيارتها ، ولا تخلوا المؤسسات السياحية والوكالات اليوم من مواقع خاصة على شبكة الانترنت تستطيع من خلالها التواصل مع زبائنها ومع وجود شبكات التواصل الاجتماعي أصبح التواصل أكثر سهولة وبشكل فوري . وبالإضافة إلى الدور الترويجي التي تتبناه وسائل الإعلام المختلفة فأنه لا يمكننا إهمال الرسائل التوعوية والإرشادية التي تبعث بها إلى زبائنها من اجل الحفاظ على الموروث السياحي وعدم العبث بمقدرات الأجيال المتعاقبة وبالتالي فأن وسائل الإعلام تسعى جاهدة إلى وظيفة تنموية في مجال السياحة البيئية تستهدف الترويج للمنتوج السياحي البيئي و حتمية الحفاظ عليه.