الدولة الفاشلة كمدخل لتفسير الوضع الراهن في دول الساحل الافريقي : دراسة حالة دولة مالي

Abstract

تهدف هذه الدراسة للتعرض بالتحليل لموضوع الدولة الفاشلة، مع التركيز على السياق الإفريقي و محاولة فهم و تفسير مسببات هذا الفشل، تجلياته و الآثار المترتبة عنه، خاصة على سيادة الدول. مع دراسة حالة دولة مالــي، كمثال حي عن حالة الفشل التي تصيب الدول و تصل الى درجة تهديد كيانها.وللإحاطة بهذا الموضوع المهم، تم اعتماد خطة تتكون من مقدمة، 3 فصول و خاتمة. في الفصل الأول، و الذي خصص للجانب النظري، يتم عبر التسلسل التاريخي، عرض مختلف النظريات التي حاولت تفسير نشوء الدولة و تطورها. ثم نتعرض أيضا لمختلف التعريفات التي أُعطيت لمفهوم الدولة الفاشلة، وأهم خصائصها، و كذلك محاولات قياس مدى أداء الدول ومدى فشلها من عدمه، و التي وضعتها مختلف مراكز البحث، على شكل مؤشرات كمية تصدر دوريا لتصنيف الدول في العالم. فيما يخص الفصل الثاني، فقد خُصِّص لدراسة ظاهرة الدولة في إفريقيا، مع التعرض للظروف التاريخية التي نشأت في خضمها هذه الدولة و ما عرفته من أزمات و ما تميزت به من خصائص، أدت كلها لإنتاج نموذج فريد من نوعه للدولة. و للتخصيص أكثر، يتم بعد ذلك دراسة واقع الدولة في منطقة الساحل الإفريقي، بدءًا بتعريف منطقة الساحل الإفريقي و خصائصها و مختلف أوجه الأزمات التي تعرفها هذه المنطقة، سياسيا و اقتصاديا، مع تسليط الضوء بالخصوص على الجانب الأمني الذي يجلب الاهتمام أكثر ، اعتبارا للتهديدات التي تتعرض لها منطقة الساحل الأفريقي، سواءً كانت ذات طبيعة وطنية و محلية أو خارجية و عابرة للحدود.أما الفصل الثالث، فيختص بدراسة حالة دولة مالي، كنموذج لفشل الدولة في الساحل الإفريقي. و للإلمام الجيد بالموضوع، يتناول هذا الفصل بالدراسة دولة مالي، ابتداءً من حيث جذورها و امتداداتها التاريخية، و تطورها السياسي الحديث، مع عرض المعطيات الجغرافية و الاقتصادية و الديمغرافية لهذا البلد. ثم نتعرض لبعض المظاهر الراهنة لفشل الدولة في مالي و ما ترتب عنها من نتائج، أدت بهذا الدولة للتعرض لجملة من التهديدات و المخاطر تكاد تعصف بكيانه.و في الأخير يتم محاولة وضع سيناريوهات مستقبلية لما يمكن أن تؤول اليه الأوضاع في هذا البلد، على ضوء ما يعرفه من تحديات.أخيرا، تأتي الخاتمة على شكل استنتاجات لما تناولته الدراسة.