المعارضة الاسلامية في الجزائر : دراسة حالة حركتي النهضة والاصلاح 2009- 2012

Abstract

مع نهاية السبعينات عرف الحراك الإسلامي في الجزائر دفعة قوية للظهور العلني، بأيديولوجية وأفكار إسلامية تريد تطبيقها، وبعد أحداث أكتوبر 1988 برزت هذه الحركات الإسلامية (التي كانت خيرية- دعوية-ثقافية..) رسميا كفواعل سياسية. ومنها حركة النهضة الإسلامية ثم الإصلاح الوطني التي سايرت مراحل التحول والانفتاح الذي شهدتها الحياة السياسية الجزائرية وجاءت الاشكالية: ماهي العوامل المؤثرة في نشأة وتبلور المعارضة الإسلامية في الجزائر؟ ومن خلال دورها في إرساء المسار الديمقراطي في الجزائر، ماهي أهم التحديات التي تواجهها حركتي النهضة والإصلاح الوطني؟ ولعل البحث في طبيعة الظروف التاريخية التي تولدت فيها ظاهرة المعارضة الإسلامية في الجزائر، والسياقات التي تشكلت فيها وهل جاءت كردة فعل على واقع سياسي واجتماعي وثقافي لدولة حديثة العهد بالاستقلال، أم أنها جاءت استئنافا لجهود سبقتها في التاريخ الجزائري، أم هي ثمار ردة فعل على خيارات إيديولوجية اشتراكية تم تبنيها.. ثم ما هي العوامل التي ساعدت على نشوء هذه الظاهرة كتيار إسلامي يشتمل على حد أدنى من التنظيم، وهل كانت في انبثاقها الأول متميزة في بنائها وتركيبتها، أم أنها حاكت نظيراتها في العالم الإسلامي فكريا وتنظيميا. وهدفنا من كل ذلك هو محاولة الإسهام بعمل علمي موثق حول موضوع المعارضة الإسلامية الجزائرية، وما يحيط بهذا الموضوع الحساس كالحركات الإسلامية، والإسلام السياسي..، وخاصة في الفترة المختارة للدراسة الممتدة من 1990- 2012 حيث تشكلت أهم معالم المشاركة السياسية والتعددية الحزبية ومسار دمقرطة الحياة السياسية في الجزائر. وللإجابة على أسئلة الإشكالية تم تقسيم الموضوع إلى مقدمة وثلاث فصول رئيسية:

تناولنا في الفصل الأول الإطار النظري المتعلق بالمعارضة انطلاقا من التاريخ السياسي للمجتمعات الغربية والفكر والتراث الإسلامي، وتناولنا هذا الفصل في ثلاثة مباحث. تناولنا في المبحث الأول جدلية انتقال المجتمعات نحو الحداثة، وتطرقنا في المبحث الثاني إلى المعارضة السياسية في الغرب بين التنظير والممارسة والمبحث الثالث: تجربة المعارضة السياسية في التراث السياسي الإسلامي. أما الفصل الثاني فنعالج فيه التطور السياسي والتاريخي للمعارضة الإسلامية في الجزائر من خلال ثلاث مباحث. في المبحث الأول الأسس التاريخية للعمل السياسي في الجزائر، والمبحث الثاني تناولنا بناء الدولة وانعكاساتها على مسار تطور المعارضة، وفي المبحث الثالث: أثر التبعات السياسية المرافقة لتوقيف المسار الانتخابي. أما الفصل الثالث فندرس من خلاله الوضع الحالي والرهانات المستقبلية لظاهرة المعارضة الإسلامية في الجزائر عبر ثلاث مباحث درسنا في المبحث الأول: حركة النهضة ومسار الدمقرطة في الجزائر، وفي المبحث الثاني: الديمقراطية في ممارسات المعارضة الإسلامية ثم المبحث الثالث: معوقات تطور المعارضة الإسلامية في الجزائر. وفي الخاتمة تتضمن النتائج المستخلصة من الدراسة، قياسا بالفرضيات والإشكالية المطروحة.