مفهوم الأمن الإقليمي لدول البلقان والقوقاز 1990-2020

Abstract

لطالما شكلّ إقليما البلقان والقوقاز تحديًا إبستيميًا لباحثي الإقليميّة الأمنيّة، المجال البحثيّ النّاشئ عن الربط بين مفهوميّ 'الأمن' و'الإقليمية '، والذي شهد مؤخرًا ديناميّة معرفيّة. ويُعزى فشل الإقليميّة في هاته الأقاليم التي دأبوا توصيفها بالأقاليم الفرعيّة أو الطرفيّة في السياسة الدوليّة، إلى أسباب عديدة؛ منها النّزاعات طويلة الأمد التي لم تتمكن دول الإقليمين بعدُ من إيجاد تسويّة مرضيّة لجميع الأطراف المشاركة فيها، ناهيك عن أنّها نزاعات ذات طابع حدوديّ لا تزال تتعلّق أغلبها بالترسيم النّهائي لحدودها السياسيّة. والأهم من ذلك، وقوعها في مجاليّ نُفوذ اثنين من بين أهم القوى الدوليّة المعروفة بعدائها الدائم: وهما روسيا والدول الأوروبيّة. وعليه، حاولنا في هذه الأطروحة تقديم إطارٍ تحليليّ جديد لدراسة الأمن الإقليمي البلقاني والقوقازي، والذي يتسم بالمرونة والقدرة على تعزيز القوّة التفسيرية لمقاربات 'الإقليمية الأمنية' بدلَ تفنيدها. حيث انطلقنا من تقديم تأصيلٍ نظريّ ومفهومي للإقليمية، الإقليمية الأمنية والفاعليّة الأمنيّة الإقليميّة للقوى الإقليميّة'، وبعدها تطرقنا تاريخيًا لمظاهر الإقليمية في الإقليمين. لنبحث أخيرا في كيفيّة تفاعل دول البلقان والقوقاز مع مشاريع الإقليميّة الأمنيّة لروسيا والاتحاد الأوروبي، واللذان يعتبران أهم فاعلين في الأنظمة الأمنيّة الإقليميّة البلقانيّة والقوقازيّة.