الحروب الأهلية و الدولة الفاشلة : دراسة حالة جنوب السودان

Abstract

تعتبر الحروب الأهلية من الظواهر المقلقة والمسببة لهشاشة وتفكك البنيات الاجتماعية والسياسية لكثير من الدول والمجتمعات، وفي نتائجها الإجمالية انتهاكات سلبية وخطيرة لحقوق الانسان وما ينتج عنها من ضحايا ونازحين. مع ما يُرافق ذلك من انهيار لأجهزة ومؤسسات الدولة المنوط بها حماية المجتمع وتوفير الأمن والتنمية. يعدجنوب السودان أحدث دولة أفريقية من حيث الاستقلال، إذ استقل عن السودان بموجب نتائج استفتاء حق تقرير المصير الذي أقر الانفصال وذلك في جانفي 2011م، ونالت بذلك اعترافا دوليا وانضمت الدولة الوليدة للمنظمات الاقليمية والدولية. وقدتم تقاسم السلطة في هذه الدولة الفتية على اعتبارات قبلية واثنية وتولّت الحركة الشعبية لتحرير السودان قيادة الحكومة بعدما تحولت من حركة تمرد مسلحة إلى حزب سياسي ذو جناح عسكري والذي تحول إلى القوات المسلحة لجنوب السودان، فتولى الرئاسة سلفا كير ميارديت وتولى منصب نائب الرئيس رياك مشار. اندلعت الحرب الأهلية سنة 2013م،وما لبثت أن توسعت دائرة العنف الأهلي لتشمل مناطق عدة واستمرت الحرب الأهلية بالرغم من مساعي الوساطة والتفاوض وتوقيع الاتفاقيات التي اتسمت بالهشاشة في كل مرة يتجدد القتال، مما ساهم في تفكيك الدولة والبنية الاجتماعية الهشة وتردي الخدمات وتعطل الاستثمارات وتوقف التنمية،وتتصدر دولة جنوب السودان التقارير الدولية وفق مؤشرات الدولة الفاشلة لعدة سنوات منذ استقلالها.