العلاقات الكويتية ــ العراقية بين التعــاون والصــراع

Abstract

عبر المراحل التاريخية للعلاقات الكويتية-العراقية،كانت تبرز فيها وباستمرار عامل التعاون والدعم في إطار المصلحة المتبادلة والمشتركة بين البلدين،ونتيجة لذلك فقد دعمت الكويت العراق في مقارباتها وسياستها القومية العربية وفي مقدمتها الحرب العراقية الإيرانية 1980-1988،مقابل ذلك كانت مقاربات العراق للكويت متبادلة ومتميز بالظرفية وعدم استقرار الموقف خاصة على مستوى الرسمي وفي أعلى هرم السلطة،مع وجود بعض رموز للسلطة العراقية تتعامل مع الكويت وفقا لما تقره التعاملات والمواثيق الدولية وشرعية السيادة الوطنية. اخترق هذا المضمون والتطور بأزمة،أو كارثة على الصعيد الثنائي أو الدولي ،احتلال العراق لدولة الكويت تحت مسوغات ومبررات،لم يستطع النظام العراقي آنذاك إقناع حتى بعض من أركان نظامه بها،ناهيك عن الشعوب والأنظمة العربية والمجتمع الدولي ككل. اعتبر احتلال العراق للكويت سابقة خطيرة على صعيد العلاقات العربية -العربية،سابقة لم تمس الكويت فقط بل مست المنظومة العربية حكومة وشعبا وأثرت خطرا على العلاقات العربية الإقليمية والعربية الدولية. خرق النظام العراقي آنذاك كافة الأعراف والمواثيق العربية والدولية،وفي مقدمتها الحدود المسطرة عند الاستقلال دوليا والتي تشكل عامل استقرار في المجتمع الدولي،إضافة إلى محاولة العراق طمس هوية دولة عضو في الأمم المتحدة التي وقفت مساندة لميثاقها ضد الاحتلال .وبعد إخراج القوات العراقية فبراير 1991 ورجوع الشرعية الكويتية بدا فصل جديد بالتعامل مع جار مقطوعة العلاقات معه،ومحاصر إقليميا ودوليا بسب الاعتداء وتجاوز الواقع التاريخي والمنطق الدولي. وضع في النهاية أدى لسقوط النظام العراقي ابريل 2003 وعودة العلاقات بين الكويت والعراق إلى وضعها الطبيعي. مرت العلاقات الكويتية العراقية بمراحل متعددة تميزت بالهدوء والاستقرا،ولكن في كل المحطات كانت العلاقة بين الكويت والعراق قائمة على أساس دولتين مستقلتين بعلاقات الثنائية أو الإقليمية أو الدولية ميزها التباين والانسجام في المقاربات والموقف ذلك ما تضمنته محاور وفصول الدراسة لاحقا.