ظاهرة الجريمة المنظمة بمنطقة الساحل الإفريقي واستراتيجيات مواجهتها

Abstract

تعتبر منطقة الساحل الإفريقي إحدى أهم المجالات الجيوسياسية في العالم، وهذا ما جعلها محلأطماع القوى الكبرى وساحة لتنافس الفواعل الدولية، نظرا لما تتميز به من موقع استراتيجي مهم، وغناهابالثروات النفطية والغازية والموارد المعدنية، خاصة دولمثل:مالي، النيجر، موريتانيا والجزائر. وفي ظل الأزمات الأمنية التي تعاني منها المنطقة والتدخل الأجنبي بها، أصبحت الجريمة المنظمة مشكلا حقيقيايواجهها ويعصف باقتصادياتها الهشة، إذ تؤكدكل المؤشرات تنامي هذه الظاهرة التي ساهمت في انتشار الفقر والنزاعات المسلحة والإرهاب، خاصة في ظل وجود دول فاشلةعجزت عن التحكم فيها، فالجريمة المنظمة بمختلف أشكالها في مثل هذا الوضع وجدت مناخا ملائما لتطورها وازدياد نفوذها واطراد قوتها. وهو الأمر الذي استغلته القوى الغربية وعلى رأسها فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية بتبني مقاربات أمنية تقوم على التواجد العسكري بالمنطقة، للحد من هذه الظاهرة من جهةوخدمة لمصالحها من جهة أخرى، قوى أخرى أقل أهمية في المنطقة حاضرة أيضا وباستراتيجيات مختلفة، وأهمها: الصين، روسيا، تركيا، إيران، إسرائيل، الإمارات والسعودية. بدورها حاولت دول المنطقة تبني مقاربات أمنية في سبيل مواجهتها والحد من انتشارها، إلاأن البيئة الأمنية بمنطقة الساحل الإفريقي على درجة كبيرة من التعقيد، وطالما لم يتم القضاء على الحركيات المسببة لهذه التهديدات ولم يتم التكفل بالأمن بمفهومه الموسع، السياسي، الإقتصادي، الإجتماعي، الثقافي والبيئي، ولم تتوقف دول المنطقة عن الإستعانة بالقوى الكبرى لتحقيق أمنها، فلن يتم القضاء على هذه الظاهرة، وهو ما فتئت الجزائر تدعو إليه، في إطار تبنيها لمقاربة إقليمية تقوم على التعاون مع دول الجوار، والعمل الموحد والتنسيق فيما بين هذه الدول.