الثابت والمتغير في العلاقات الجزائرية-الأمريكية بعد أحداث 11 سبتمبر 2001

Abstract

تستمد هذه الدراسة أهميتها من أهمية طرفي الدراسة، فالولايات المتحدة الأمريكية قوة عُظمى لها أهمية كبيرة في النظام الدولي باعتبارها القُطب المُهيمن، هذه القوة لديها مصالح حيوية تقريباً في مختلف مناطق العالم، إلا أن الأمريكيين أولوا أهمية كبيرة للمنطقة العربية خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، ولعل هذه الأحداث كشفت لصناع القرار بأن عليهم إعادة النظر في علاقات بلادهم مع الدول المحورية في هذه المنطقة. ومن بين الدول المحورية في هذه المنطقة الجزائر التي تعتبر عاشر أكبر دولة في العالم من حيث المساحة، وبِموقع جيوإستراتيجي ممتاز وموارد طبيعية مُهِمة، وخبرة دبلوماسية وعسكرية محترمة، حظيت الجزائر باهتمام الأمريكيين، وعلى الرغم من أن المنطقة المغاربية لطالما اعتبرت منطقة نفوذ أوروبية وخاصة فرنسية، إلا أن الأمريكيين أدركوا بأن التوغل في أعماق إفريقيا لن يتحقق إلا عبر بوابتها الشمالية، وخاصة مع الجزائر. أتت أحداث 11 سبتمبر 2001 لتعلن انطلاقة جديدة للعلاقات الأمريكية الجزائرية، ظاهرها تنسيق أمني وعسكري في إطار الحملة العالمية لمكافحتها الإرهاب، وباطنها كسب مناطق نفوذ جديدة للأمريكيين، وحفظ الجزائر لمصالحها. بناء على ما سبق، تكمن أهمية هذه الدراسة في كشف الغموض وتسليط الضوء على العلاقات بين طرفين هامين على الصعيدين الدولي والإقليمي، وفي فترة زمانية حساسة عرفها العالم. وتتمثل أهداف الدراسة في محاولة تحديد العوامل والمحددات الثابتة والمتغيرة والدوافع الحقيقية التي تُسيِر وتُوجِه العلاقات الثنائية بين البلدين، كما تهدف الدراسة إلى معرفة حجم وأهمية العلاقات الجزائرية الأمريكية على مختلف الأصعدة الاقتصادية والعسكرية والسياسية، ومدى استفادة كل طرف من الآخر أو خسارته في خضم العلاقات الثنائية، ومن ثم معرفة أهمية ووزن كل طرف بالنسبة للطرف الثاني.