الدولة العربية و إشكالية بناء التنمية الإنسانية في ظل العولمة

Abstract

أثارت قضية التنمية جدلا كبيرا في الدراسات الأكاديمية في مختلف العلوم الاجتماعية وعلى رأسها العلوم السياسية، إذ عانت الدول المتخلفة أو التي كانت تحت الاستعمار، فالدولة في العالم الثالث وجدت نفسها بعد حصولها على استقلالها السياسي تحت ضغط المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي خلفها الاستعمار، الأمر الذي جعل الدولة تتحمل مسؤولية التنمية بمفردها لأسباب موضوعية تتمثل في عجز المجتمع على تقديم المساعدة وتحمل جزء من المسؤولية لمساعدة الدولة. أمام هذه الوضعية، ونظرا لأهمية موضوع التنمية كانت محل اهتمام المدارس البحثية، حيث انتشرت الدراسات الأكاديمية التي اهتمت بهذا بموضوع .، والتي قدمت حلول تقوم على عمل الدولة على تحقيق الإقلاع المادي الذي أسسه في النموذج التصنيع الغربي وقيم النظام الاقتصادي الرأسمالي، ومنه تتحقق التنمية في المجالات أخرى، ولكن بعد مدة زمنية من ذلك وبذات في ثمانينيات القرن العشرين، وصلت الدولة في العالم الثالث ومنها الدول العربية في مأزق اقتصادي واجتماعي أي فشل الأنموذج التحديثي في التنمية الأمر الذي مهد لطرح التنمية السياسية كمدخل لتحقيق التنمية وهو ما جعل الدولة التحديثية تتراجع وتتخذ حزمة من الإصلاحات السياسية، في محاولة لتحقيق انجازات على المستوى السياسي سعيا للانتقال ديمقراطي ناجح قد تنعكس ايجابياته على التنمية، إلا أن ذلك لم يكلل بالنجاح، الأمر الذي حول المجهودات نحو المفهوم الجديد للتنمية وهو التنمية الإنسانية، وهو المفهوم الذي قدم في سياق الطرح الذي قدمته العولة. من هذا المنطلق حاولت الدولة العربية العمل على تحسين مختلف مستويات التنمية سياسيا واقتصاديا واجتماعي وحققت أهداف معينة غير أنها لم تكن كافية للوصول إلى مصاف الدول المتقدمة في هذا المجال وعلى هذا الأساس قدمت الدراسة رؤية مستقبلية للتحقيق ما يصبو إليه المجتمع العربي. بناء على ذلك عالجت الدراسة إشكالية بحثية مهمة جدا تركزت حول إمكانية أن تكون التنمية الإنسانية المقاربة الجديدة لتحقيق مستويات عالية من التنمية في ظل الدور الجديد للدولة في عصر العولمة؟