تسوية الأزمة السورية بين هيمنة القوى الكبرى و تأثير النفوذ الاقليمي : 2011-2018

Abstract

تهدف الدراسة إلى تحليل الأوضاع السياسية و الأمنية التي آلت إليها سوريا، و مدى سعي القوى العظمى لتحقيق مصالحها و لو على حساب إستقرار الشعوب و أمن الوحدات السياسية.تعد الأزمة السورية من أعقد أزمات المنطقة العربية في العصر الحديث، حيث عجزالنظام الإقليمي العربي على إحتواءها، مما جعلها تخرج من الدائرة العربية بعد إستخدام الفيتو الروسي- الصيني في مجلس الأمن الدولي ضد المبادرة العربية، كما ساهمت ممارسات النظام السوري في إدارة الأزمة لتحولها إلى أزمة إقليمية و دولية، إستقطبت أطرافا من خارج مركب الأمن الإقليمي العربي مما إدى إلى تسهيل الإختراق على غرار تركيا و إيران بالإضافة إلى روسيا و الولايات المتحدة .كما أ دت الأزمة السورية إلى إحداث شرخ في المنظومة الدولية، التي إنقسمت بين طرف مؤيد و آخر معارض لها، حيث ساندت واشنطن الحراك الشعبي في سوريا، بينما أيدت موسكو نظام بشار الأسد بصفته حليفها الإستراتيجي و قدمت له الدعم الدبلوماسي و العسكري لتفادي سقوطه، من خلال تفعيل العمل السياسي لحل الأزمة و تغليب مسارأستانة الذي يُبقي على نظام الأسد كجزء من التسوية.ساهمت مواقف القوى الكبرى اتجاه الأزمة السورية في إنقسام الدول الإقليمية لسوريا حيث اصطفت تركيا، السعودية و قطر خلف الإستراتيجية الأمريكية التي تهدف إلى اسقاط نظام بشار الأسد، فيما جاء موقف كل من إيران و حزب الله داعما للموقف الروسي المتمسك ببقاء نظام بشار الأسد على رأس الحكم في سوريا. كنتيجة نهائية أكدت الدراسة أن تضارب مصالح القوى الكبرى و انقسام الموقف الإقليمي حال دون تسوية عاجلة الازمة السورية التي بقيت مستمرة إلى يومنا هذا.