الإرهاب الدولي واستراتيجية الأمن القومي الأمريكي بعد أحداث 11 سبتمبر 2001

Abstract

لغرض الدراسة تم التطرق نظريا إلى مقاربة نقدية للإرهاب كحقل جديد وإطار بديل في الأبحاث الأمنية الأكاديمية، يحرر النقاش حول مختلف المفاهيم المرتبطة بالإرهاب من إرادات الفهم المهيمنة معرفيا وسياسيا.استعرضت الدراســة انعكاسات التوظيف السياسي للإرهاب بعد أحداث 11سبتمبر 2001 على الأمن القومي الأمريكي في بعديه الداخلي والخارجي،انطلاقا من اعتبار الإرهاب الدولي محفزا استراتيجيا لخدمة المصالح الأمريكية، وهو ما برز داخليا في تشريعات وإجراءات الطوارئ وقانون باتريوت أكت، التي كان لها صدى على الدول الأخرى من جهة وتجاوزات على حقوق الانسان والحريات الفردية والخصوصيات من جهة أخرى، وترجم خارجيا وفي وثيقة استراتيجية الامن القومي 2002، التي تمحورت حول الاستباق والحرب الوقائية في توظيف الحرب على الإرهاب كمدخل لإعادة الهندسة الجيواستراتيجيةوالجيواقتصادية في العالم، وتأثرت بالأفكار الجاهزة للمحافظين الجدد الذين سيطروا على مواقع استراتيجية في إدارة بوش الابن، لخدمة مصالح المركب الصناعي العسكري والحلفاء.وقد أفرزت مخرجات الحربين على أفغانستان والعراق، بيئة أمنية استدعت ضرورة التكيف الاستراتيجي، من خلال الدعوة إلى تغيير النظام العراقي بحجة المشروع الديموقراطي، ومشروع الشرق الاوسط الكبير في إطار الفوضى البناءة وإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، لتنتقل الولايات المتحدة لمرحلة إدارة عبء الاستراتيجية، خاصة بعد تراجع الدور والاقتصاد الأمريكي.