تحديات عمليات بناء الدولة في ليبيا بعد 2011 بين الفرص والقيود

Abstract

تطرح مسألة عملية بناء الدولة في ليبيا بشكل ملح في مرحلة ما بعد سقوط النظام، نظرا لفشل الفاعلين السياسيين في إدارة العملية الانتقالية كنتيجة لتراكم الممارسات التسلطية في مرحلة حكم العقيد القذافي، وموروثه الذي تسببت في كساد الدولة نتاج لغياب مؤسسات وفقدان قنوات الاتصال، إضافة إلى غياب ثقافة سياسية مشاركتية ما خلق حالة من التفرد بالسلطة وعدم التوازن في بنية الدولة، وهو ما زاد من مستويات الحرمان في المجتمع. إن أهم ما واجه السلطات الانتقالية في ليبيا من قيود في مسار عمليات بناء الدولة هو التشظي الأمني وفوضى السلاح، ما خلق حالة من الانقسامات والصراع بين الفرقاء وجعل الدولة عرضة للتكشف والانهيار. مقابل ذلك فإن الجهود المبذولة في اتجاه التسوية السياسية ومأسسة السلطة تمثل فرصة لليبيين لإعادة ترتيب أمورهم في إطار هندسة سياسية تستوعب كل تشكيلات المجتمع الليبي دون أي إقصاء ووفق تصورات واقعية وعقلانية، تعطى فيها الأولوية للفاعلين الداخليين في المشاركة الفعالة في عملية البناء.