فشل الدولة في ليبيا وتداعياتها على الأمن الاقليمي 2011- 2018

Abstract

لقد شكل موضوع الدولة الفاشلة من بين أهم المتغيرات التي شهدها حقل العلاقات الدولية بصفة عامة وحقل الدراسات الأمنية بصفة خاصة، وذلك لما أصبحت تمثله الدولة الفاشلة من تهديد على أمن واستقرار ليس فقط الدولة الفاشلة وحدها وإنما فضائها الإقليمي وحتى الدولي، نتيجة ما تمنحه من بيئة مناسبة لتنامي مختلف التهديدات الأمنية الأخرى. وانطلاقا من هنا تحاول الدراسة معالجة موضوع الدولة الفاشلة من خلال دراسة حالة ليبيا، عبر تتبع مختلف المراحل التي مرت بها الدولة الليبية والتي شكلت بيئة قادت البلاد إلى ما هي عليه اليوم، حيث أن فشل الدولة في ليبيا لم يأت لمجرد جملة من الاحتجاجات الشعبية مع بداية سنة 2011، وإنما نتيجة تراكمات كبيرة ساهمت تطور الدولة الليبية منذ فترة وخاصة أثناء فترة حكم معمر القذافي. حيث أنه وبعد سقوط نظام معمر القذافي دخلت ليبيا في دوامة من العنف والاقتتال بين مختلف الفصائل الليبية التي تصارعت على تولي السلطة بعد القذافي، كما ساهمت هذه البيئة في خلق فوضى شاملة نتيجة فشل جل مؤسسات الدولة وخاصة العسكرية، وهو ما فتح المجال أمام تنامي مختلف الأخطار الأمنية مثل: الإرهاب، الجريمة المنظمة، الهجرة غير الشرعية، الاتجار بالبشر والسلاح، وغيرها من التهديدات التي تجاوزت الحدود الليبية نحو الدول المجاورة لها. إن هذه التهديدات الأمنية النابعة من الساحة الليبية شكلت تهديدا مباشرا على أمن واستقرار باقي الدول المجاورة، وخاصة في ظل ضعف الدولة هناك ولا سيما في منطقة الساحل الأفريقي، وستحاول الدراسة من وراء دراسة هذه الأزمة من محاولة ايجاد السبل الكفيلة من حل الأزمة أو التخفيفي من حدتها.