الاستراتيجية السعودية -الايرانية في منطقة الشرق الأوسط وتأثيرها على الحرب في سوريا 2011-2019

Abstract

تعد منطقة الشرق الأوسط الفضاء الحيوي الأبرز للعديد من القوى الإقليمية التي تسعى إلى تزعم المنطقة و البحث عن الريادة الإقليمية، على غرار السعودية وإيران. حيث كشفت البيئة الإقليمية الجديدة في الشرق الأوسط إثر ما يصطلح عليه بالربيع العربي، عن محاولة كل طرف إقليمي تسيير الأحداث وفق ما يوائم مصالحه القومية. فالعلاقات التي ميزت السعودية وإيران غلب عليها الطابع التنافسي مند إندلاع الثورة الإيرانية عام 1979، نتيجة محاولة إيران تصدير ثورتها إلى العالم الإسلامي، وسعي السعودية للحفاظ على صورتها كمرجعية إسلامية لكافة الدول السنية. بيد أن الحراك العربي صعد من حدة الخلافات الثنائية بين الطرفين، فتغلغل إيران في الشرق الأوسط بعد الغزو الأمريكي للعراق، و قبله التحالف السوري الإيراني مند عهد حافظ الأسد، و علاقات إيران بحزب الله و حركة حماس، سمح لها بتعميق تواجدها في الشرق الأوسط، و هو ما أسهم في توجس السعودية و حرصها على تعميق التحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية لتحجيم الدور الإيراني في المنطقة، و هو ما تضح جاليا من خلال الحرب السورية و الأزمة اليمنية، بعد انتفاضات الشعوب ضد حكامها مطلع العام 2011، فموقف السعودية الداعم للمعارضة السورية ينم عن رغبتها في إسقاط نظام بشار الأسد العلوي المدعوم من إيران، وقيادتها عاصفة الحزم لإيقاف التمدد الحوثي الذي يعزز النفوذ الإيراني في اليمن الفناء الخلف للسعودية، وهو ما تعتبره الأخيرة تهديدا لأمنها القومي نتيجة ضمها لأقلية شيعية زيدية