تحليل السياسة الانتخابية في الجزائر 1995 - 2014

Abstract

تناولت الدراسة موضوع تحليل السياسية الانتخابية في الجزائر ما بين الفترة الممتدة من سنة 1995 إلى غاية سنة 2014، و هدفت إلى الإجابة عن الإشكالية التالية: لماذا أعادت الحكومة رسم سياستها الانتخابية؟ وكيف تمت عملية صنعها؟ و ماهي أثارها على مشكلة الحكم الديمقراطي في الجزائر؟ وقد تم معالجة هذه الإشكالية بالاعتماد على منهجية تحليل السياسات العامة. تجلى من الدراسة أنّ الإجابة عن هذه الإشكالية يتطلب تجاوز مقولات التنافسية و المشاركة و النزاهة، فبالرغم من أهميتها تبقى رهاناتها غير مفهومة من دون التركيز على مقولة مرجعية السياسة التي تطال هذه المقولات و تؤثر في مفاعيلها، فمرجعية السياسة تتطلب الفهم المتبصر لعمق مشكلة السياسة الانتخابية. فقد تبين من الدراسة أنّ المشكلة لا تنحصر فقط في متطلبات إجراء انتخابات حرة و نزيهة، بقدر ما تتطلب الدراية بالخصوصية الظاهرة الانتخابية في الجزائر، و التي تتميز بافتقاد الحل الانتخابي للمضامين الضرورية المفعلة لهندسة انتخابية تمكن من بناء نظام سياسي ديمقراطي، تظهرها كل من: غياب الدستورية و ما تقتضيه من تحديد معالم السيادة الوطنية وعقلنة السلطة بدل تشخيصها، و فتور الشرعية الانتخابية يعكسه اغتراب الحس المواطناتي، و محدودية تمثيلية المؤسسات المنتخبة يتجلى في العزوف الانتخابي. زد إلى ذلك التدخل الكبير لكل من الجيش و الإدارة في العملية الانتخابية و بقاء الدور الهش للمجتمع المدني في العملية الرقابية. ما يتطلب إعادة النظر في هذه المحاور بغية اصلاحها و تحويل السياسة الانتخابية إلى ألية حقيقية لبناء حكم ديمقراطي.