الأقليات الدينية والاستقرار السياسي في العالم العربي : دراسة حالة المنطقة المغربية

Abstract

لقد عرفت الدول العربية التعددية الدينية كأهم سمة لها لمدة طويلة من الزمن، مع ذلك لم تظهر الأقليات الدينية كمشكلة حقيقية فيها، إلا لما أخذت طابعا سياسيا، حيث أدت سياسات القمع و التمييز السياسي الذي مارسته و تمارسه بعض الأنظمة العربية ضد هذه الأقليات إلى إثارة العنف و ما يسمى بتمرد الأقليات، و قد استغلت القوى الكبرى و على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية هذا التنوع ووضع هذه الأقليات التي يعاني بعضها من الاضطهاد للتدخل في شؤون العالم العربي و تفتيته تحت شعارات حقوق الإنسان و حماية الأقليات الدينية، و يعد ذلك استمرارا للتدخلات الخارجية التي بدأتها القوى الاستعمارية الأوروبية تحت ذات الذريعة، و هذا ما أدى إلى استمرار زعزعة الاستقرار السياسي في الكثير من الدول العربية. أما المنطقة المغاربية فهي لم تشهد موجات عنف كما هو الحال في دول المشرق العربي، و هذا يرجع بشكل عام إلى التركيبة الاجتماعية و الثقافية المتماثلة و المشتركة بين شعوب المنطقة، من الناحية الدينية و كذا اللغوية، إلا أن موجة التّنصير التي تعرفها الدول المغاربية، إلى جانب التواجد اليهودي في المغرب الأقصى، الذي تلعب فيه الملكية دورا محوريا في إظهار المجتمع المغربي المتعدد كما لو أنه وحدة متجانسة، يطرحان مسألة التوازن الاجتماعي للديانات و الاستقرار السياسي في دول المنطقة.