التنافس الروسي الأمريكي في منطقة آسيا الوسطى لفترة مابعد الحرب الباردة

Abstract

تهدف هذه الدراسة الى الكشف عن التنافس الجيواستراتيجي الروسي ـ الأمريكي في إحدى أهم مناطق الاستراتيجية في العالم، لفترة ما بعد الحرب الباردة، حيث أصبحت آسيا الوسطى في هذه الفترة ساحة لتجاذبات وإستقطاب لسياسات واستراتيجيات روسيا الاتحادية والولايات المتحدة الأمريكية على شكل لعبة دولية عرفت اصطلاحا باسم " اللعبة الكبرى الجديدة "، أتخذت أبعاد جيو سياسية، وجيو اقتصادية، وجيو أمنية على نحو متداخل ومرتبط بالتحولات التي شهدها النظام الدولي الجديد على مستوى توزيع القوة، ونمط تفاعلاتها، التي أثرت على سلوك القوى الدولية الفاعلة في هذا النظام وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية الساعية الى التواجد في المناطق التقليدية للإتحاد السوفييتي السابق بهدف السيطرة على أوراسيا في إطار التفاعلات الإستراتيجية بين القوتين، لإعادة رسم الخريطة الجيو سياسية للمفاصل الجغرافية المهمة في هذه القارة، وهو الأمر الذي بعث تنافسا دوليا تحكمت فيه مجموعة من المصفوفات الجيو استراتيجية التي تنطوي عليها منطقة آسيا الوسطى الأسلامية. وعلى هذا الأساس، تنطلق دراستنا من اشكالية مركزية مفادها : هل تفضي أهمية أسيا الوسطى الجيو استراتيجية ومحوريتها في التنافس الروسي ـ الأمريكي الى تعزيز النفوذ العالمي لأحد أطراف التنافس للتحكم في أوراسيا كمفتاح أساسي للهيمنة العالمية الشاملة على النظام الدولي الجديد. وللإجابة على هذه الأسئلة أنطلقنا من فرضية علمية تقر بأنه كلما تعاظمت مقومات الأهمية الجيو استراتيجية للمنطقة، كلما ساهم ذلك في إحتدام المنافسة بين القوتين المتنافستين، الى الساعية التأثير على مسار العلاقات الدولية. ولفحص وإختبار مدى مصداقية هذه الفرضية، تطلبت هذه الدراسة بناءا هيكليا يتكون من أربعة فصول رئسية، تناولنا في الفصل الأول المقومات والخصائص الجيو استراتيجية التي تمتلكها آسيا الوسطى، تجعل منها منطقة جذب للتنافس الدولي، بحيث تشمل هذه المقومات جغرافية المنطقة المميزة كأحدى المناطق التي تشكل قلب العالم أو المحور الجغرافي للتاريخ، التي تعني السيطرة عليها والتحكم فيها، السيطرة على العالم. أما الفصل الثاني، فقد أبرزنا في مضمونه الإستراتيجيات الروسية والأمريكية المتضارية في تنافسهما على المنطقة، والتي شملت الرهانات الجيو استراتيجية لكل طرف، والمعبرة بالضرورة على الأبعاد