الاغتراب السياسي وعلاقته بشكل الدولة ونظام الحكم فيها : دراسة تطبيقية على الجمهورية اليمنية من عام 1962 – 2008 م

Abstract

تبحث هذه الدراسة في الاغتراب السياسي وعلاقته بشكل الدولة ونظام الحكم من منظور تطبيقي على الجمهورية اليمنية، وتفترض الدراسة أن هناك علاقة بين ممارسات النظام السياسي وشكل الدولة في ظهور الاغتراب السياسي في المجتمع. ولبحث هذا الافتراض تم استخدام منهج النظرية المجذرة بالبحث في الأدبيات والدراسات السابقة في مسألة أسباب ظهور الاغتراب السياسي والنتائج المترتبة على ذلك. وبعد أن اطمأن الباحث بأن مفهوم الاغتراب السياسي قد أصبح له عمق معرفي وتطبيقي واسع يسمح بتحليل الحياة السياسية وعلاقاتها وتفاعلاتها المختلفة بحيث يستطيع تشخيص الاختلالات في وظيفة الدولة ونشاط النظام السياسي وتلبية حاجات المجتمع من منظور تحليلي واقعي ومنطقي. وقد استع رضت الدراسة مجموعة من مجالات الاغتراب السياسي في الدولة ونظام الحكم على الصعيد الاجتماعي والسلوكي والثقافي والاقتصادي والسياسي؛ وذلك لأهميتها كأداة تحليلية تفيد في تفسير الحياة السياسية اليمنية التي اتسمت بالاضطراب وعدم الاستقرار وشابها الكثير من الأزمات والصراع على مر العصور والتي امتدت حتى الوقت الراهن. وقد خرجت الدراسة بمجموعة من النتائج لعل من أهمها: أن الاغتراب السياسي قد ظهر كسمة مميزة للمجتمع اليمني على مر التاريخ، وامتدت جذوره وأسبابه ونتائجه حتى الوقت الراهن. لم تفد التحولات البنيوية والوظيفية للدولة اليمنية المعاصرة في تحجيم وتفريغ مشاعر الاغتراب السياسي من محتواه السلبي الهدام، بل إن العقلية الإقصائية والتهميشية لجماعات الحكم أياً كانت قد استمرت مصاحبة لممارساتها السلطوية الفعلية، مستغلةً الأساليب - - الديمقراطية الحديثة بعد أن أفرغتها من محتواها الحقيقي الإيجابي ووجهتها نحو خدمة مصالحها الاستحواذية للسلطة والاستئثار بمنافعها وخيراتها.