الاعداد النفسي لدى اختصاصي النصف الطويل في الجزائر : دراسة ميدانية لفئة الأكابر ذكور

Abstract

حاولنا من خلال بحثنا الراهن دراسة عامل من العوامل المؤثّرة في الأداء الرياضي و هو الجانب النّفسي، فتناولت الدراسة موضوع الإعداد النفسي لدى اختصاصيي النصف الطويل في الجزائر، حيث قمنا من خلالها بإلقاء الضوء على واقع الإعداد النفسي للرياضيين و كذا التغلغل في المناهج و التقنيات المستعملة في هذهالعملية ، و أخيرا البحث في تأثير استخدام تقنيات الإعداد النفسي على الأداء الرياضي لاختصاصيي النصف الطويل و كذا توضيح العلاقة التي تربط بين استخدام تقنيات الاسترخاء و التصوّر العقلي في برامج الإعداد النفسيو بين نتائج الأداء الرياضي للعدّائين الممارسين لهذا الاختصاص. و الإعداد النفسي " هو تلك العمليات التي من شأنها إظهار أفضل سلوك يعضدايجابيا كلاّ من الأداء البدني و المهاري والخططي للاعب (أو اللاعبة) والفريق والوصول بهإلى قمة المستويات"(مفتي إبراهيم حماد ، 1996، 233).و بالرّجوع إلى ما أشار إليه راتب (2004) نجد أنّه من بين المظاهر التي يمكن ملاحظتها في ملاعبنا الرياضية أنّ هناك عددا من الرياضيين يظهرون بمستوى يقل كثيرا عن المستوى المتوقّع لهم بالرغم من حسن إعدادهم بدنيا و مهاريا و خططيا، ولعل ذلك يرجع - طبقا لآراء العديد من الباحثين- إلى افتقارهم لبعض السمات النفسية الفنية. و هذا ما لوحظ لدى عدّائي النّصف الطّويل الجزائريّين خصوصا لمّا يشاركون في البطولات الدّوليّة (العالمية و الأولمبية)، حيث أنّهم يُظهرون مستويات منخفضة من الأداء الرّياضي أثناء هذهالاستحقاقات الرّياضيّة...!!؟ وفي الواقع نجد أنّ طريقة الإعداد للمنافسات تختلف باختلاف المدرّبين و الرّياضيّين، و منهم (فئة قليلة) من يستفيد من مختلف الطّرق و الأبعاد المتعلّقة بالإعداد و يُوليها الاهتمام اللّازم، و منهم (الفئة الغالبة) من لا يستفيد منها كما ينبغي و لا يولي أهميّة لبعض العوامل المؤثّرة في الأداء الرّياضي، لا سيما الاعداد النّفسي، حيث يكتفي المدرّب مثلا ببعض الكلام الحماسي الّذي يُوجِّههللاعبيهقُبيل المنافسات بغية شحنهم و تحفيزهم و رفع مستوى الدّافعيّةلديهم بهدف تحقيق أفضل أداء...!! و منه فقد تبيّن للباحث عدم إِلمام أغلبية المدرّبين بالتّقنيّات المستخدمة في عمليّة الإعداد النّفسي، و بذلك أدرك وجوب دراسة واقع الإعداد النفسي للرياضيين المختّصين في النّصف الطّويل في رياضة ألعاب القوى و كذا تأثير استخدام بعض تقنياتهفي الأداء الرياضي لدى هؤلاء العدّائين. وقداستخدم الباحث المنهج التجريبي للمجموعتين المتكافئتين الملائملطبيعةالدّراسة ،و اعتمد علىعيّنة قوامها22عداء من جنس الذكوريمارسون اختصاص النصف الطويل، تتراوح أعمارهم بين20و 30 سنة مع معدل خبرة 13 سنة في الاختصاص الرياضي، و قام بتقسيم العيّنة إلى مجموعتين متكافئتين الأولى تجريبيّة (طبّق عليها برنامج الإعداد النّفسي) و الثانية ضابطة (لم يطبّق عليها برنامج الإعداد النّفسي). كما تمّ الاعتماد على برنامجSPSS (V24) في المعالجة الإحصائية (الإحصاء الوصفيو الإحصاء التحليلي) لنتائج المقاييسو الاختبارات. كما استخدم الباحث مقياسين هما: اختبار الحاجة للمهارات النّفسيّة للاّعب الرّياضيالّذي صمّمه محمد حسن علاوي (1998) للتعرّف على مدى حاجة اللّاعب الرياضي للتّدريب على المهارات النّفسيّة و ذلك على نمط اختباري مارتنز(MARTENS , 1997) لاختبار الحاجة للمهارات النّفسيّة للمدرّب الريّاضي، و استخبار المهارات النّفسيّة(Mental Skills Questionnaire) الّذي صمّمه كلّ من ستيفان بلBull و جون ألبنسونAlbinson و كريستوفر شامبروكShambrook (1996) لقياس بعض الجوانب العقليّة (النّفسيّة) الهامّة للأداء الرّياضي و الّذياقْتُبِسو عُدِّل من طرف محمد حسن علاوي(1997). كما نشير إلى أنّنا قمنا بتوزيع استبياناتعلى المدرّبين و المدراء الفنيّين أثناء الدّراسة الاستطلاعيّة،و تضمّنت أساسًا بعض الأسئلة المتعلّقة بالإعداد النّفسي الخاص بالرّياضيّين… و كان الغرض الأساسي منها هو معرفة فيما إذا كان هناك تطبيق فعلي لعمليّة الإعداد النّفسي على الرّياضيّين أثناء عمليّات الإعداد الّتي يقومون بها ، و كذا مدى اعتمادهم على التّقنيات و القواعد و المعطيات العلميّة في تطبيقها على الرّياضيّن... و توصّلت الدّراسة إلى أنّ استخدام الإعداد النّفسي في برامج الإعداد الخاصّة باختصاصيّي النصف الطويل يؤثّر في نتائج الأداء الرّياضي لديهم، فنتائج الرّياضيّين الممثّلين للعيّنة التجريبيّة الّذين استفادوا من برنامج الإعداد النّفسي الّذي طبّق عليهم لمدّة 6 أسابيع بمعدّل 3 مرّات في الأسبوع كانت أحسن من نتائج الأداء الرّياضي المسجّلة عند المجموعة الضّابطة الّتي لم تستفد من هذا البرنامج ، كما أنّ الارتباطات بين كلّ من مهارتي الاسترخاء و التّصوّر العقلي و بين نتائج الأداء الرّياضي لدى العدّائين كانت قويّة (قيم معامل ارتباط بيرسون (Pearson) كانت على التّوالي:0,73 و 0,82)، ممّا يدلّ على وجود علاقة طردية موجبة، فكلّما ارتفعت مستويات الاسترخاء أو التصوّر العقلي كلّما ارتفعت معها نتائج الأداء الرّياضي و كانت أحسن