مساهمة التقليد التنافسي في صناعة الإستراتيجية : دراسة حالة قطاع الأجهزة الالكترونية والكهرومنزلية

Abstract

على الرّغم من أنّ إستراتيجيات التقليد كانت موضوعًا للنقد النّظري، فإنّ ممارستها لوحظت كثيراً بين المؤسسات. دفعتنا هذه المفارقة بين الأفكار النظرية والنتائج التجريبية إلى التركيز على مستويات تحليل دقيقة (الفرد، القرارات الفردية) من أجل فهم أفضل للتقليد التنافسي. يهدف عملنا إلى تحسين فهم ظاهرة التقليد التنافسي لأنّ الأدبيات لا تقدم سوى القليل من الأفكار حول الأسباب الفردية للتقليد والممارسات التي تنطوي عليها. بتعبير أدق، يسعى بحثنا إلى فهم لماذا يقلِّد المسير الذي ينشط في مؤسسات قطاع الأجهزة الإلكترونية والكهرومنزلية منافسيه، وماهي ممارسات التقليد التنافسي التي تساهم في صناعة الاستراتيجيةمن خلال الدراسة المتعمِّقة لأنشطتهم اليومية في سياق عدم اليقين. لذلك اِخترنا مقاربة " صناعة الإستراتيجية" أساسًا نظريًا يمكِننا الاِرتكاز عليه لتفسير هذه الظاهرة. حيث يفحص هذا التَّيار الأنشطة والتفاعلات اليومية للمسير وكيفية إسهامهم في تطوير إستراتيجية المؤسسات. سمحت لنا المقاربات التي تمّ تطويرها في الإطار النظري ببناء إطار تحليلي. فوفقاً لنماذج العقلانية، تمّ تحديد الأسباب الفردية التي تدفع المسير إلى تقليد المنافسين. ترتبط هذه الأسباب اِرتباطًا وثيقًا بالسِّياق الذي يقرِّر ويتصرَّف فيه الأفراد. قد يتَّسِم هذا السّياق بدرجةٍ عاليةٍ من عدم اليقين. تؤدي هذه الأسباب إلى ممارسات تقليد تنافسية والتي تساهم في صناعة إستراتيجية المؤسسة. قادتنا عمليات التنقل بين الأدبيات وميدان الدراسة وفقا لمنهج الإبعاد ووضعنا الإبيستيمولوجي التفسيري إلى اعتماد منهجية نوعية. أجريت الدراسة النوعية عبر سلسلة من المقابلات شبه موجهة لمجموعة من المسيرين ينشطون في قطاع الأجهزة الالكترونية والكهرومنزلية. وتم إجراء تحليل موضوعي للبيانات وفقا للنظرية المتجذِّرة باستخدام برنامجNVivo 10. مكنتنا النتائج التي تم تطويرها من تصميم نموذج يفسر ظاهرة التقليد التنافسي في قطاع الأجهزة الإلكترونية والكهرومنزلية في الجزائر. يرتكز نموذجنا على ثلاثة محاور: (1) السياق، أكدت نتائجنا أنّ سياق عدم اليقين يعتبر محفزًا لممارسة التقليد التنافسي. (2) المسير، ترجع معظم الدوافع العقلانية للتقليد التنافسي إلى شكوك وتردُّد المسيرين في إتخاذ قراراتهم (والتي تنبع بدورها من سياق عدم اليقين الذي ينشطون فيه). (3) الممارسات، في عملية صناعة الاستراتيجية سيستعين المسير ببعض الممارسات من أجل تقليد أفضل استراتيجيات المنافسين.