محاولة الاستفادة من تفييم التنظيم الحكومي للزكاة في البلاد الاسلامي في تصور مؤسسة الزكاة بالجزائر

Abstract

الزكاة ركن من أركان الإسلام، تتجلى أهميتها في الواقع الاقتصادي من ارتباطها بأهداف المجتمع الاقتصادية، ممثلة في : العدالة، الكفاءة، النمو، و الاستقرار، و من دورها المحوري في علاج المشكلات الاقتصادية، و تحسين أداء اقتصاديات المجتمعات المسلمة و تطويرها، بما يعزز من مكانتها، و يرقى بها بين الأمم. و تتميز الزكاة في التشريع الإسلامي عن الزكاة في تشريعات الأمم السابقة في أنها نظام مقنن و محكم، و هو ما يتبين من خلال القواعد الشرعية التي تحكم و توجه، و تضبط تطبيقها على أرض الواقع سواء في مجال الجباية أو الإنفاق. كما أنها - الزكاة- نظام مؤسسي يتمتع بالاستقلالية المالية و الإدارية، و إن كانت خاضعة لإشراف الدولة ورقابتها، و هو ما يستدل عليه نظريا من خلال إفراد مصرف خاص من مصارفها للعاملين عليها، و عمليا من خلال إرساء النبي صلى الله عليه و سلم، عماله على المناطق المختلفة لتحصيل الزكاة و صرفها. ليتطور التشريع الزكوي، مع تطور الزمان، بدأً بعهد الخلفاء الراشدين، ومرورا بالدول الإسلامية المتلاحقة، إلى عصرنا الحالي، أين تعددت فيه أشكال التنظيم المؤسسي، المسؤول عن تطبيق فريضة الزكاة، و مسمياته من قطر لآخر. إلا أنّ أبرز ما يميز تطبيق الزكاة كنظام، هو تفاوت درجة الاهتمام الرسمي له، لا اختلاف الأشكال و الأسماء، و هو ما يتضح من تصنيف مؤسسات الزكاة إلى صنفين: - مؤسسات قائمة على تطبيق الزكاة، وفق مبدأ الإلزام القانوني. - مؤسسات قائمة على تطبيق الزكاة، وفق مبدأ الالتزام الذاتي للأفراد. و قد جاءت هذه الدراسة تدرس واقع مؤسسات الزكاة في العصر الحاضر، من خلال التركيز على مؤسسات مختارة، وتنظر في حال صندوق الزكاة الجزائري، لتنتهي في الأخير بتصور مؤسسة زكاة في الجزائر، تجبي زكاة المكلفين جبرا، بهياكل تنظيمية، و قوانين تشريعية مقترحة.