التطبيق العملي الحديث للمضاربة في المصارف الإسلامية

Abstract

يهدف هذا البحث إلى التعرف على مدى اعتماد المصارف الإسلامية على صيغة المضاربة في تعبئة وتوظيف الأموال، وتحديد المخاطر التي واجهت هذا التطبيق للفترة الممتدة من 2005 إلى 2016. أظهرت الدراسة الميدانية أنالمصارف الإسلامية تعتمد على صيغة المضاربة لتعبئة المواردمن خلال حسابات الاستثمار.فقد حددت العلاقة بين المصرف الإسلامي وأصحاب حسابات الاستثمار على أنها علاقة مضاربة، حيث اعتُبِر صاحب الحساب الاستثماري "رب المال" والمصرف هو "المضارب". أما على مستوى التوظيف فرغم أن صيغة المضاربة مثلت بالنسبة للمنظرين الأوائل للمصارف الإسلامية الصيغة الأساسية التي يجب أن تعتمد عليها هذه المصارف لتوظيف مواردها المالية على أساس أنها تعكس بوضوح أكثر من غيرها طبيعة النموذج التمويلي للنظام المصرفي الإسلامي، حيث تبرز هذه الصيغة كون المصرف الإسلامي ليس مجرد ممول عادي للمستثمرين تربطهم علاقة الدائن بالمدين ولكنه شريك لهم في العمليات الاستثمارية بكل ما يتطلبه مفهوم المشاركة من مقومات وما يترتب عليه من نتائج، إلا أن اعتماد المصارف الإسلامية - عامة - على صيغة المضاربة لتوظيف الأموال كان متدنيا جدًّا أو بدرجة هامشية وامتنع البعض الآخر منها عن الاعتماد عليها نهائيا، فقد لوحظ من خلال الدراسة التطبيقية التي قامت بها الباحثة أن غالبية هذه المصارف قد اتجهت ناحية التخلي عن استخدام صيغة المضاربة بصورة عامة، نظرًا للمخاطر التي يشكلها تطبيق هذه الصيغة في الواقع لطبيعتها الخاصة وما تتطلبه من الوفاء والأمانة، وفضلت هذه المصارف صيغ البيوع منها صيغة المرابحة التي استحوذت على غالبية استثماراتها على الرغم من أنها لا تعكس الطبيعة الاستثمارية المميزة لها.