تلقي المنتجات الاعلامية عبر موقعي اليوتيوب و الفيسبوك وعلاقته بإدراك الواقع الاجتماعي

Abstract

تعتبر هذه الدراسة مساهمة في إثراء البحوث الأكاديمية التي تسعى للاستفادة من الإثنوغرافيا الافتراضية في فهم الظواهر الناتجة عن استخدام التكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال، ووصفها في سياق المجتمعات الجزائرية، بما فيها المجتمعات الافتراضية للمستخدمين الجزائريين في شبكة الإنترنت ومختلف خدماتها التواصلية. وقد تمحورت المشكلة البحثية للدراسة حول استكشاف ظاهرة تلقي المنشورات (النصوص، الصور، مقاطع الفيديو...إلخ) ذات المحتوى الإعلامي عبر المجتمعات الافتراضية في شبكتي التواصل الاجتماعي YouTube وFacebook، ثم وَصْف علاقتهابعمليات فهم الرسائل الإعلامية وتأويلهالإدراك الواقع الاجتماعي ضمن سياق المجتمعات الجزائرية من طرف المستخدمين الشباب الجزائريين الذي شاركوا في الدراسة. كما ركّزت الدراسة على بلوغ أهداف محدّدة، تمثّلت في تحليل ظاهرة تلقي الرسائل الإعلامية وفهمها بمعزل عن ظاهرة الاستخدام الاجتماعي لموقعي اليوتيوب والفيسبوك التي غالباً ما تختلط بها، معرفة تأثير السّمات الديموغرافية على اختيار الرسائل التي يتلقّاها المشاركون في البحث، معرفة دور التجارب الاجتماعية في فهم الرسائل وتأويلها، وكيفية إدراك الواقع الاجتماعي من خلال المعاني الـمُشكَّلة حول الرسائل الإعلامية. المشاركون في الدراسة شكّلوا عيّنة قصدية عددها 18 شاب جزائري تتراوح أعمارهم بين 25 و30سنة يستخدمون موقع اليوتيوب وموقع الفيسبوك بشكل دائم، وقد جُمِعت البيانات الكيفية حول تلقيهم لمحتويات الشبكتين بالمقابلة النصف الموجهة على الخط كأداة رئيسية، والملاحظة دون مشاركة على الخط كأداة مُساعِدة، وتمّ تحليل بيانات البحث التطبيقيبالاعتماد على نموذج الباحِثَين Strauss.A وCorbin.Jالمتكوّن من تفكيك بنية ميدان البحث، استكشاف المفاهيم بتركيب إطار التحليل، ثم مراجعة المفاهيم الـمُشكَّلة لتأكيدها. أمّا أبرز النتائجالتي توصلت إليها الدراسة فكانت كالتالي: مازالت جهود تكييف الإثنوغرافيا وأدواتها المنهجية غير كافية لتقصّي آثار الكثير من الممارسات والتفاعلات التي تحدث في المجتمعات الافتراضية، ممّا يعني عدم إمكانية دراستها بتعمّق أكبر. أغلب مجتمعات اليوتيوب والفيسبوك التي يهتم المشاركون في البحث بتلقي الرسائل الإعلامية منها تُمثِّل سياقات محلية أو وطنية، قد تكون مستقلة عن الواقع الطبيعي أو تُشكِّل امتداداً لتنظيم اجتماعي. تختلف المواضيع والاهتمامات التي يتم تلقي محتويات عنها بين الذكور والإناث، كما تؤثّر أماكن إقامة المتلقين واختصاصاتهم العلمية ومجالاتهم المهنية كسِمات ديموغرافية على اختيار محتوى الرسائل الإعلامية التي يتلقونها. شكّلت التجارب الاجتماعية لكل متلقي أنماط فهم وتأويل يعتمد عليها في تحديد معاني الرسائل الإعلامية التي يتلقاها. تؤدّي المعاني التي يشكلها كل متلقي من خلال رصيده المعرفي وتجاربه الاجتماعية في إدراك مستوى معيّن من الواقع الاجتماعي بطريقة تُميِّزه عن غيره ضمن سياق محلي أو وطني أو دولي.