العنف الرمزي في الخطاب السياسي الجزائري : دراسة مسحية لعينة من خطابات حزب جبهة التحرير الوطني خلال الانتخابات التشريعية 2017

Abstract

يعتبر العنف أحد الظواهر التي عرفت اهتمام الباحثين بشكل كبير، خاصة اذا ارتبط هذا العنف بمجالات أخرى مثل السياسة والاتصال والاعلام وغيرها من المجالات، هذا من جهة ومن جهة أخرى نجد أن العنف ليس نوعا واحدا مثلما هو ليس مستوى واحد، فكما تختلف مستويات العنف من حيث الكم فإنها تختلف من حيث النوع، ودراستنا هذه تناولت أحد أنواع العنف والمتمثلة في العنف الرمزي وعلاقته بالمجال السياسي، سواء من حيث تجلياته الكمية أو من حيث كيفية هذا التجلي، وعلى قدر تعدد أشكال الرمز وتفرد هذا الأخير بخصائص معينة على رأسها الاختصار والاقتضاب والإشارة والإيحاء والتي كلها تدل على الخفاء والدقة، نجد تعدد في الكيفيات التي يمكن أن يتخفى بها العنف وراء الرموز.واللغة هي في حقيقة الأمر نظام من الرموز التي تحيل على حقائق الأشياء أو على معاني تدل على حقائق الأشياء كما يراها المتكلم، كما أن اللغة هي الأساس الذي يقوم عليه الخطاب بصفة عامة، والخطاب السياسي هو خطاب إيديولوجي بالدرجة الأولى، أي أن الغاية من الخطاب تتجاوز الخطاب في حد ذاته، من حيث الشكل باختيار اللغة واللهجة أو من حيث المضمون عن طريق تضمين معاني متعددة وغير مباشرة في رمز لغوي واحد يحيل بطبيعته إلى معنى غير المعنى الظاهر مثل العشرية السوداء التي تحيل في ظاهرها إلى حقبة زمنية عرفت انتشار الإرهاب والقتل والتخريب، أما في مضمونها فإنها تدل على التخويف والتهديد بالرجوع إلى تلك الحقبة إن لم يتم اختيار القيم التي يؤمن بها صاحب الخطاب السياسي.