حرية التعبير من خلال وسائط الاتصال الجديدة في الجزائر : دراسة مسحية لعينة من الصحفيين الجزائريين المستخدمين لفايسبوك

Abstract

تتناول هذه الدراسة بشكل رئيسي حرية التعبير في وسائط الاتصال الجديدة في الجزائر من خلال موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك". وتم توظيف أداة البحث المتمثلة في استمارة الاستبيان لعينة من الصحفيين الجزائريين الذين استخدموا هذا الموقع خلال عام 2017. وتركزت أسئلة الاستمارة، الموزعة على عينة من 400 فرد، بصفة محورية على هامش حرية التعبير المتوفر لدى مستخدمي فايسبوك من الصحفيين الجزائريين من خلال ما ينشرون من كتابات وتعاليق ويعرضون من صور وفيديوهات وغيرها، وذلك لمعرفة درجة الحرية المتوفرة لديهم في فضاء هذا الموقع، ورصد العراقيل التي تصادفهم، والكشف عن أنواع الرقابة الممارسة عليهم. وخلصت الدراسة إلى نتائج من بينها: - ما يقارب نصف أفراد العينة من الصحفيين الجزائريين يستخدمون "فايسبوك" لمدة تتجاوز 7 سنوات، وأغلبهم يستعمله بصفة يومية. وما يقارب ثلثي العينة يستعملونه بهويات مجهولة، ويطغى استعماله نسبيا لدى فئة الإناث ، ولدى الذين يشتغلون في القطاع العام (الحكومي). - يستعمل هذا الموقع للاطلاع على الأخبار، و للاتصال والتواصل، ثم للتعبير عن الآراء. - يتم انتقاد الحكومة، من قبل صحفيي القطاع الخاص أكثر من صحفيي القطاع العام. - يتم التحفظ في استعمال موقع "فايسبوك" مصدرا للمعلومات لدى أغلبية الصحفيين الجزائريين. - معظم الصحفيين الجزائريين لا ينشرون في الموقع مواد صحفية تم رفضها من وسائل الإعلام. -لا يوجد توافق بين ما يكتبه الصحفيون الجزائريون في الموقع وما يكتبونه في الوسائل الإعلامية. - أكثر من نصف العينة من الصحفيين الجزائريين يؤكدون أن مستوى حرية التعبير في هذا الموقع الاجتماعي في الجزائر عالٍ . ويصل الصحفيون الجزائريون الذين شملتهم الدراسة، إلى أن ممارسة الرقابة في "فايسبوك" تتم عن طريق عدة جهات؛ تتمثل في إدارة هذا الموقع ومجموعات الصداقة التي ينتمي إليها الصحفي المستخدم، وتنظيمات المجتمع المدني، والهيئات التقنية مثل المزودين بخدمة الانترنت. كما تسجل رقابة ومضايقات الحكومة الجزائرية للصحفيين الذين يستخدمون "فايسبوك" ولكنها رقابة جزئية، لا تمارس بصفة دائمة.