دور فضاءات الاتصال التعبيرية خلال الأزمات العربية : المساجد خلال الأزمتين الجزائرية 1992 والتونسية 2011 أنموذجا

Abstract

يشهد العالم وبخاصة في الدول العربية والإسلامية وعلى امتداد رقعتها، وبدرجات متباينة من بلد لآخر حالة من الااستقرار والاأمن تعكسها على أرض الواقع جملة المشاكل والصراعات التي مست الجبهة السياسية كما الإجتماعية لتترك بهذا أثرها جليا في وتيرة نمو الإقتصاد القومي العربي فقد أفرز بروز المشاكل والصراعات ظهور أزمات تتقاطع مسبباتها وانعكاساتها، وان اختلفت تجلياتها من المحيط إلى الخليج، أزمات تتطلب تكاثف الجهود العربية و الدولية انطلاقا من إستراتيجية إتصالية فاعلة تأخذ في الحسبان الخصوصيات الثقافية والإجتماعية والدينية والمقومات التي يتوفر عليها كل بلد، حيث تشكل هذه الخصوصيات القاعدة الأساسية لمواجهة الأزمات حيث تتجلى بوضوح أهمية العامل الديني الذي يوجه الناس، ويحدد سلوكاتهم أثناء الظروف الإستثنائية. ولقد ارتبطت الدراسات الأمنية في الوقت الراهن في غالبها بالأجهزة القانونية والردعية ، فيما ضلت المؤسسات الإجتماعية والدينية بعيدة عن الوضع من حيث مستوى المعالجة والتوعية والتنسيق، ويعتبر المسجد من أهم وسائل الإتصال التي بإمكانها التوعية بأخطار الأزمات خصوصا الأزمات التي تنشأ بفعل الإنسان كما هو الحال بالنسبة للأزمات الأمنية وهذا من خلال المحورين الآتيين: أ - المحور الأول: يتعلق بالتوعية بأخطار الأزمات الأمنية ويكون هذا من خلال تفعيل الآليات الإعلامية و الإتصالية في المسجد. ب - المحور الثاني: يتعلق بدراسة الفضاءات الإتصالية الدينية "كالمساجد" ودورها في تكوين رأي عام أثناء الأزمات، وذلك من خلال ملاحظة التغيرات الجوهرية التي تطرأ على هذه الفضاءات خلال نشوب الأزمات. إن الأزمة الأمنية بالمفهوم الديني تعني حالة من الفوضى وانعدام الأمن، ووجودها دليل على وقوع خلل في مقاصد الإسلام الخمس وهي: حفظ الدين والمال والنفس والنسل والعقل، لهذا فإن الإسلام حث على إتباع نهجه فيما يتعلق بمواجهة الأزمات الأمنية فاتحا بذلك الباب واسعا أمام اجتهادات المسلمين حتى يطوروا أنفسهم و فهمهم لدينهم حتى ينسجم و متغيرات العصر مع الحفاظ على القيم الأصيلة والثابتة للدين الإسلامي الحنيف، لتبقى مؤسسة المسجد شاهدة على عمق حضارتنا وقوة ديننا الحنيف ومكانا مقدسا تسند له مهمة الحفاظ على أمن المسلمين وتوعيتهم بالأخطار الإقليمية والدولية.