التفاعل الاجتماعي في الجماعات الافتراضية : دور الحضور الاجتماعي

Abstract

لقد حاولنا في هذا البحث دراسة العلاقة بين الحضور الاجتماعي، الهوية الاجتماعية، والشعور بالانتماء للجماعات الافتراضية، وعلاقة كلّ ذلك بالمشاركة ضمن الجماعات الافتراضية (عمليّة التصنيف)، وقد أثبتت النتائج المتوصّل إليها وجود علاقة ارتباط قويّة بين المتغيرات المدروسة. لقد قدّمت لنا هذه النتائج بعض الفهم لطبيعة التفاعل الاجتماعي في الجماعات الافتراضية، حيث أنّ المشاركة ضمن هذه الجماعات ليست عمليّة اعتباطية بل تتدخّل فيها عوامل عديدة (الحضور الاجتماعي، الهوية الاجتماعية، الشعور بالانتماء، التصنيف...الخ)، إضافة إلى هيمنة النسق الاجتماعي التقليدي على هذه الجماعات بكلّ ما يحمله من شروط وضوابط ومعايير، وهو ما يعني تسرّب هذا النسق إلى العالم الافتراضي وإحكام قبضته عليه، سعيا منه لتحقيق استمراريته وضمان وجوده. إنّ النتائج المتوصّل إليها في البحث الحالي وتفسيرنا لها، يقدّم لنا جوابا عن سبب فشل عمليّة التجديد الاجتماعي في مجتمعنا، فرغم التقدّم الحاصل في الجانب التقنيّ والماديّ إلاّ أنّ عقول وتصوّرات وسلوكيات الأفراد مازالت تقريبا هي ذاتها في إشارة إلى قوة النظام الاجتماعي السائد بمختلف مؤسّساته وأعوانه الاجتماعيين. وعليه، فإنّنا نتوقع أنّ سيطرة النظام الاجتماعي التقليدي ستبقى لفترات قادمة محكمة على أذهان وعقول الأفراد والجماعات، ومنه فإنّ حدوث التغيير والتجديد الاجتماعي مازال يحتاج لأشواط مهمّة من النضال المستمر والسعي الحثيث لتحقيق ذلك. ومن خلال دراستنا لهذا الموضوع وجدنا أنفسنا في الكثير من الأحيان أمام إشكاليّات أخرى متشعّبة، حيث أنّه -أي الموضوع المدروس- أحالنا إلى مواضيع جديدة بإمكانها أن تشكّل إشكاليات ستقوم عليها بحوث أخرى مستقبلا.